لا يخفى علينا جميعاً .. من له الفضل بعد الله في توحيد أركان هذه البلاد الحبيبة في عام 1351 هـ .. ومن أسس نظام الحكم والقيادة فيها وفق الشريعة الإسلامية وتحكيمها .. ملكنا المغفور له بإذن الله : الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود .
لقد قام - رحمه الله - بجهود جبارة في الدعوة إلى الله .. ونشر الدين والعلم بين رعيته ..
منها .. وسأذكر رؤوس الأقلام فقط .. من ثمّ سأعزز هذه الجهود بـ مقولات مأثورة عنه - رحمه الله - سطرها لنا التاريخ
1- قيام الدولة على الكتاب والسنة , وتحكيم الشريعة الإسلامية في كل شؤونها
2 - الاهتمام والحرص على التمسك بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – والعمل على نشرها وإزالة الشبه عنها
3 – محافظته رحمه الله على الجمع بين تحكيم الشريعة والعمل على تحقيق التقدم في مجالات الحياة
4 – الاهتمام بشؤون الحج والعناية بالحرمين.
5- إنشاء أول نواة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
6- اهتمامه الكبير بجانب القضاء , والأنظمة القضائية والمحاكم .
7- حرصه واهتمامه على اجتماع كلمة التوحيد .
8- تقريبه وتقديره للعلماء ومشاركته لحلقات العلم وجلوسه بين أهله واهتمامه بنشره بين جميع أفراد الرعية .
1- قيام الدولة على الكتاب والسنة , وتحكيم الشريعة الإسلامية في كل شؤونها
وفي ذلك يقول - رحمه الله - :
( إن اعتصامي بالله وسيري على الطريقة المحمدية واقتدائي بعلماء المسلمين يدعوني – إن شاء الله – لعدم الجموح بالنفس , وقد عاهدت الله على ثلاث :
أ – الدعوة لكلمة التوحيد , وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل.
ب – الأخذ على يد السفيه , وتحكيم السيف فيه.
جـ - الإحسان للمحسن , والعفو عن المسيء .
وذكر- رحمه الله - في وصيته لولي عهده الملك سعود : ( واعلم أننا آل سعود ما أخذنا هذا الأمر بحولنا وقوتنا , وإنما من الله به علينا بسبب كلمة التوحيد لا إله ألا الله محمد رسول الله .. )
وقال أيضا رحمه الله : ( إن كتاب الله ديننا ومرجعنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دليلنا , وفيها كل ما نحتاجه من خير ورشاد , ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته وإتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور )
وعندما حدث رحمه الله المستشرق " دو جوري" بقوله : ( ليكن أكيداً لديك أني منطقي وعقلاني في كل الأشياء ؛ لكل حالة حكمها وأسلوب التعاطي معها , باستثناء الحالة التي يمس بها ديني , والله إنه هنا في صدري , وبدونه أموت , لا شيء يأخذه مني ورب السموات والأرض ، أقسم على ذلك )
2 - الاهتمام والحرص على التمسك بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – والعمل على نشرها وإزالة الشبه عنها :
يقول - رحمه الله – في كلمة له في مكة المكرمة مبيناً تأييده لدعوة الشيخ ومدافعاً عنها في قوله : ( يسموننا بالوهابيين , ويسمون مذهبنا بالوهابي ؛ باعتبار أنه مذهب خامس , وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض , نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة , ولم يأت محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بجديد , فعقيدته هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح .. )
3 – محافظته رحمه الله على الجمع بين تحكيم الشريعة والعمل على تحقيق التقدم في مجالات الحياة :
ويؤثر عنه رحمه الله مقولته القوية ( لنا ديننا ولكم آلياتكم ) , وذلك عندما ناقشه السفير الأمريكي في المملكة " وليم إدي " حول عدم إمكان التقدم التقني مع التشدد الديني , فرد عليه الملك عبد العزيز رحمه الله بأن التقدم الآلي والتقني لا ينافي التمسك بالدين , ويمكن الجمع بينهما , على خلاف ما هو متبع في الثقافة الغربية بضرورة اتخاذ منهج العلمانية مبدأ للحكم عندهم , ويرون بأن الدين والعلم لا يجتمعان .
هذه بعض الجهود الجليلة التي قام بها الملك عبد العزيز – رحمه الله – خدمة للدين وللدعوة , ولعلنا لا ننسى ولن ننسى – بإذن الله – تأكيده وحرصه على بناء الدولة على الإلتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهذا والله هو الهدف الأجل الأعظم الذي قام به ؛ لأن ما بعده من أمور إنما هي فروع تندرج تحت هذا الأصل العظيم , فغفر الله للملك عبد العزيز ورحمه , وبارك في الباقي من أبناءه وذريته
ليسيروا وفق قواعد والدهم
المرجع :كتاب الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأعلامها من بعده
للمؤلف : عبدالله بن محمد بن عبدالمحسن المطوع