العقل لا يعقل تحت أي ضغط
عرف عالم النفس الفرنسي المشهور ( كوي ) الذي زار أمريكا منذ 40 عاما تقريبا قانون الجهد المعكوس : " عندما تكون رغباتك و خيالك متعارضين فإن خيالك يكسب اليوم دون خلاف " من ص 105 قوة عقلك الباطن . د . جوزيف ميرفي .
ما معنى هذا الكلام ؟ نضرب مثالا بسيطا .. إذا طلب منك أن تمشي على لوح خشب طوله و ليكن 10 أمتار و عرضه 5 أمتار موضوع على الأرض ، بلا شك فإنك ستمر عليه دون أدنى مشاكل . في هذه الحالة رغبتك في المرور لا تتعارض مع خيالك ، فخيالك ما دام اللوح على الأرض فإنه لا يمثل أي احتمال للسقوط و إن حدث فهو على الأرض .
الآن افترض أن هذا اللوح موضوع على ارتفاع 20 قدما في الهواء بين عمارتين عاليتين . هل تستطيع أن تمشي عليه ؟ لا أعتقد ... لماذا مع أنه نفس اللوح بنفس الطول و العرض ؟
التفسير
إن رغبتك في المشي عليه ستواجه من جانب خيالك أو الخوف من السقوط ، و مع أنك تملك الرغبة في المشي لكن صورة الوقوع في خيالك ستتغلب على رغبتك و إرادتك أو جهدك للمشي على اللوح و العجيب أنك لو حاولت المشي عليه قد يحقق خيالك السقوط بنفس الشكل الذي تخيلته لأنه تدرب عليه مسبقا في اللاوعي الذي يدير 90 % من سلوكياتك .
ماذا نستفيد من هذه القاعدة ؟
أظن أن الصورة بدأت تتضح ، كلنا يملك الرغبة للنجاح .. و لكن لا ننجح !!! لماذا ؟ لأ، صورة الفشل مسيطرة على خيالنا ..
قاعدة تقول : " لا تحاول أن تجبر العقل الباطن على قبول فكرة بممارسة قوة الإرادة . فسوف تحصل على عكس ما كنت تريد " .
مثال : إذا قلت أنا أريد الشفاء " رغبة " و لكن لا أستطيع الوصول إليه " الخيال " فسوف تكره نفسك على الادعاء " الخيال " و العقل لا يعمل تحت إكراه و هذه معلومة خطيرة . " إن العقل لا يعمل تحت ضغط " .
فمن يتخيل أنه سينسى في الامتحان و يرتبك و تهرب منه المعلومات فسوف ينسى و تهرب منه المعلومات و لو كانت رغبته خلاف ذلك " لأن خياله أقوى .
مثال آخر ...
من يخاف من لقاء الناس يرسم صورة عقلية متخيلة لسلوكياته و تصرفه عند لقاء الناس لا تتفق مع رغبته في الثقة بالنفس و بالتالي فإن الصورة التي تخيلها و رسمها في عقله هي التي ستسيطر عليه عند تعرضه لمثل هذا الموقف . إن الكثير ممن يعانون من القلق أو الرهاب الإجتماعي أو الوساوس القهرية إنما يعانون من التخيل السلبي لكل ما يقلقهم أو يؤثر على أعصابهم و بإدراكك لتلك القاعدة المهمة .
فإذا استطعت أن تحقق الانسجام بين ما ترغبه حقيقة و ما تتخيله و تضعه في عقلك فستعمل في انسجام .
الخلاصة :
لكي تحقق نجاحا في مجال لابد أن تتوافق رغباتك مع أحلامك ، و لكي يعمل عقلك بكفاءة استرخ و ابتعد عن العصبية و الضغط على العقل ... تخيل ما تريده لا ما لا تريده . درب عقلك اللاواعي دوما على النجاح و أن يعمل معك لا ضدك .