":":":":":":":":":":":":":":":"
من هو المثقف؟
كثيرا ما نسمع كلمة مثقف تطلق على حامل شهادة أكاديمية ، أو أية شهادة علمية، وتتعامل معه الناس على أنه منتج للفكر، وهو الذي يعرف ويفهم، قد يكون صحيح نسبيا.
ولكن قد يكون هذا الحامل لتلك الشهادة يعرف بما تعلمه فقط، لكنه ليس مثقفاً ولا يملك القدرة على إنتاج القيم الأجتماعية , والأنسانية التي تلتصق بالحياة العامة،والتي تنمي مفهوم الفرد وتعمل على تطوير الفكر،ليتفاعل مع التحولات السياسية والاجتماعية التي تتغير دائما، ولا يعرف كيف يصنح فكرا يعمل على الأرتقاء بالفرد للأعلى..
نعم المثقف أن كان اكاديميا ام لا هو الذي يسعى لنشر الثقافة وقيم الحرية والعدالة , والمحبة، وتقبل الآخر، وتقبل الفكر المخالف بروح رياضية، وفكر متنور..
قد يكون المتعلم مثقفاً وقد يكون غير ذلك، والمثقف قد يكون متعلماً أو غير متعلم، المهم ان يكون الانسان منتجا للثقافة,مساهما في بلورة الشخصية الاجتماعية،المتناسبة مع المسلكية الاجتماعية، ومساعدته ليبني حياته على اسس سليمة وصحيحة..
اذن المثقف هو:
1__ المتتبع للحركة الثقافية المحلية والوطنية، القومية والعالمية من أجل إغناء وعيه وخبرته، حتى تزداد ارادته صلابة أمام تحديات الزمن، و أن لا يكون اسير الرؤى الجاهزة القائمة على إستحضار سلطة العادات، والتقاليد، والاعراف، الصالح منها والطالح..
2__أن يكون متابعا لتجارب الشعوب وثقافاتها حتى يسترشد بالجوانب الايجابية ويغني ثقافته المحلية بالمزيد من الخبرات ليمكنه تطوير مفاهيم يمكنه بواستطها نشر أفكاره بأهله وناسه وأمته،مما يجعله ذا تأثير بمن حوله، ويحتل مكانة ممتازة بالمجتمع الذي يعيش فيه, والجماعة التي ينتمي اليها..
3__ان لم يكن كذلك لا يمكنه محاربة القيم السلبية الموجودة والمتوارثة والتي كانت تنفع فيما مضى لكنها لا تناسب هذه المرحلة، ولا يمكنه ان يكون فعالاً في بناء منظومة قيم ثقافية جديدة ، ولا يمكنه خدم عملية التطور والتقدم إجتماعيا وإقتصاديا ، بما يخدم مصلحة مجتمعه، ويتناسب مع حركة التاريخ..
4__أنَّ شخصية المثقف قابلة لكل الاحتمالات، قد تكون انعزالية، انطوائية، فردية، وهذه سيكون تاثيرها سلبياً وغير فاعلا الا بنسبة ضئيلة،وقد تكون متطلعة متحمسة نشيطة حاملة هموم شعبها وأمتها فتترك بصمة واضحة وقيمة بمجتمعها..
هنا نتسائل؟
5__ترى هل يجنح المجتمع الى تحديد مفهوم المثقف بوضوح؟
ام تبقى النظرة اليه هلامية ونضيع بين المثقف والمسثقف..
هل تبقى النظرة مطبوعة بالتردد والتأرجح والوسطية، حيث نبقى نعاني من تصرفاتهم المتراوحة بين هذا وذاك، والذي تترك انعكاساتها السلبية على حياة الشعوب، اذا بقينا نعتبر المهندس، والمعلم،والاستاذ الجامعي, والصحفي , والاعلامي,بل ربما كل من تخرج من الجامعة..
اذا بقينا نعتبر كل هؤلاء مثقفين نحن عندها نرتكب جناية بحق الثقافة, وحق أنفسنا، لذلك يجب اعادة النظر بمن نطلق عليهم "مثقفين"حتى لا تصير الثقافة عاملا من عوامل تمزيق الشعوب, وشرذمتها، مما يجعلها سهلة الاختراق الخارجي والداخلي....
6__اذن يجب التدقيق في اطلاق صفة مثقف حتى تتاح الفرصة امام منتجي الثقافة من الذين لا يحملون مؤهلات علمية ليكونوا طبقة تساهم في انتاج قيم ثقافية انسانية توحد المجتمع وتعمل على توحيد كل فئة من أجل أن ئؤهلهم ليبدعوا بمجال تخصصهم،
ويوجه المسلكيات الفردية والجماعية لتخدم وحدة الشعب ووحدجة الجماعة، ونشر الوعي الذي يذهب بنا الى خلق وإنتاج حياة أفضل وأرقى...
ملاحظة: طبعا أنا لا أعمم هنالك اطباء ومهندسون وموظفون الخ!! هم قمة في الثقافة لكننا نتحدث بشكل عام ونحن نرى كثير ا من هؤلاء لا يدركون شيئا سوى اتقان عملهم ولكنهم يعتقدون انهم من سيغير العالم, ونرى الكثير من الناس ينظرون اليهم على انهم عارفون ومثقفمون ومدركون لكل شيء...