الأعاصير :
للرياح خصائص وهي : السرعة والقوة والاتجاه ، وكلما زادت سرعة الرياح زادت قوتها .
الأعاصير : تيارات هوائية دوارة تتولد في الأقسام الغربية من المحيطات في مناطق الركود الاستوائي حيث يساعد سكون الهواء على ارتفاع أجزائه السفلى ، حيث يظهر الإعصار على الخوارط الجوية على شكل دوائر متحدة المركز وتشبه كثيراً دوائر المنخفض الجوي ، يدخل الإعصار من المحيط إلى اليابسة على شكل رياح عنيفة تدور بحركة لولبية ثم تأخذ شدته في بالاضمحلال وتخف شدته حتى يتحول إلى منخفض جوي عادي ثم يتلاشى .
أسباب تكون الأعاصير تشبه أسباب تكوّن الرياح ولكن الأعاصير تحتاج إلى قوى هائلة وتتسبب بسرعات عنيفة للرياح .
سرعة الريح في الإعصار قد تصل إلى (250) كـم في الساعة أما قطر قاعدته فقد يصل إلى فيبدأ باتساع 80 كـم ثم يزداد حتى يصل إلى 700 كـم أما مركز الإعصار فقطر دائرته حوالي 35 كـم وتسمى "عين الإعصار" وتمتاز الأعاصير بسقوط كميات هائلة من الأمطار في أثنائها.
تكثر الأعاصير في مناطق معينة في العالم وتسمى بأسماء مختلفة في هذه المناطق ، ففي أمريكا هناك إعصار يضرب السواحل الغربية واسمه "الهاريكين" وفي الصين هناك إعصار يسمى بـ " التايفون" وهناك الـ "ويلي ويلي" في أستراليا وفي خليج البنغال هناك "السايكلون" ، شواطئ فلوريدا بأمريكا تتعرض للأعاصير بشكلٍ متكرر .
أما في الشرق الأوسط فهي تحدث فقط في البحر العربي .
مواسم الأعاصير هي الصيف والخريف ، مع أنها قد تظهر في أي شهرٍ في السنة .
إن الأضرار التي تسببها الأعاصير كبيرة جداً للأرواح والممتلكات ، لذا فإن من أهم ما قدمه الإنسان في هذا المجال هو القدرة على رصد الأعاصير ومراقبتها باستعمال الرادار والصور الجوية المأخوذة من الأقمار الاصطناعية ، والعلماء يستعملون أجهزة تسجيل الهزات الأرضية أيضاً لرصد الأعاصير والتحذير منها .
ومن أكثر الأعاصير شهرة في العالم هي :
- إن إعصار باكستان الذي حدث عام 1970 يعد من أضخم الأعاصير في التاريخ ، وإليكم قصة هذا الإعصار . . . تحرك هذا الإعصار من المحيط الهندي واتجه شمالاً إلى جزر باكستان الشرقية التي تعرف حالياً بـبنغلادش حيث ارتفعت المياه 4 أمتار فوق أعلى مد حدث في المنطقة أي أن المياه وصلت إلى ارتفاع 6 أمتار ، أدى ذلك إلى قتل أكثر من (300) ألف شخص مات معظمهم غرقاً ، ودمر ثلاثة أرباع صناعة السمك هناك .وهذا ما شجع الدول على التعاون في رصد الأعاصير وجمع المعلومات عنها قبل الوصول إلى اليابسة .
·إعصار "ألين" الذي ضرب شمال ساحل جامايكا : حدث ذلك في 6 آب 1980 حيث بلغت سرعة الريح 130 كم في الساعة ، وتحتفظ بعض الكتب لصورةٍ لفندق استطاع الإعصار هدمه كاملاً .
·ومن الأعاصير الرهيبة إعصار يطلق عليه اسم التورنادو أو النكباء ، وهو صغير الحجم ، سرعته الانتقالية حوالي 60 كـم في الساعة أما سرعة دوران الرياح في الإعصار فهي هائلة وتصل إلى 500 كـم في الساعة فهو يتصف بالتدمير والتخريب ويزيل مظاهر العمران إذا وجدت في طريقه وهي قادرة على تحريك أجسام كبيرة كالسيارات وغيرها .
ومن غرائب الأعاصير أنها إذا مرت على بحيرات فإنها تتسبب بالطيران للأسماك والضفادع وتنقلها إلى مسافاتٍ بعيدةٍ .
أكثر مناطق تتعرض لهذا النوع المرعب من الأعاصير هي الولايات المتحدة الأمريكية .
دعنا الآن نعود ونتحدث عن الجزء الثاني من عنوان هذا الدرس ألا وهو
العواصف : -
ذكر الله تعالى في محكم تنزيله العواصف للترهيب في آياتٍ كثيرةٍ منها قوله تعالى:
"فالعاصفات عصفا" سورة المرسلات ، الآية 2
وقوله تعالى :
" هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين"
سورة يونس ، الآية 22
تعرّف العواصف بأنها ظاهرة جويّة كهربائية تصاحبها ومضة كهربائية تعرف بالبرق وصوت حاد يعرف بالرعد مع رياح قوية وأمطار غزيرة .
عادةً يسبق العاصفة جوٌّ ساكن وارتفاعٌ في درجة الحرارة وانخفاضٌ في الضغط الجوي وظهور الغيوم المنخفضة والتي تمتد بشك رأسي وقد يصل ارتفاعها إلى 20 كم ، ثم خلال فترة قصيرة يحدث البرق ويقصف الرعد وتحل العاصفة التي يصحبها رياح شديدة وأمطار غزيرة ومن هنا نسمع بالمثل القائل" هدوء ما قبل العاصفة" .
بعد ذلك تنخفض درجة الحرارة بشكلٍ ملموس .
تحدث العواصف نتيجة لصعود الهواء الساخن الرطب إلى أعالي الجبال إلى أعالي الجو . حيث يبرد ويتكاثف وتتراكم الغيوم التي تنمو فتصبح كالأبراج وتتخللها تيارات هوائية ساخنة صاعدة وأخرى باردة نازلة . وداخلها قد توجد دوامات أي الهواء الدوّار .
العواصف نموذجٌ مصغر للإعصار وهي مدمرةٌ أيضاً ، ويحتاج الإنسان إلى رصدها والتنبؤ بحدوثها وأفضل طريقة لكشفها عن بعد هي جهاز الرادار الذي يستطيع كشفها عن مسافة 200 كـم .