العمدة في صناعة الشعر و نقــده , لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني
مؤلِفــه :
أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني . أديب وناقد وشاعر.
عاش في القرنين الرابع والخامس الهجريين. ولد بمدينة المسيلة ..
وكان والده رشيق مملوكاً رومياً لرجل من الأزد، يعمل في صياغة الذهب،
وقد علَّم ابنه صنعته ولكن الابن كان يميل إلى الأدب مفضِّلاً أياه على صياغة الذهب.
وقد بدأ في نظم الشعر قبل أن يبلغ الحلم، ثم غادر مدينته إلى القيروان عام 406هـ،
وكانت القيروان في ذلك الوقت عاصمة لدولة بني زيري الصنهاجيين، وتعج بالعلماء والأدباء،
فدرس ابن رشيق النحو والشعر واللغة والعروض والأدب والنقد والبلاغة على عدد من نوابغ عصره، من أمثال أبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز وأبي محمد عبد العزيز بن أبي سهل الخشني الضرير وأبي إسحاق الحصري القيرواني.
* مدح ابن رشيق حاكم القيروان المعز بن باديس بقصائد حازت إعجابه وكانت سبباً في تقريبه له،
ثم اتصل برئيس ديوان الإنشاء بالقيروان، أبي الحسن علي بن أبي الرجال الكاتب ومدحه.
وألّف له كتاب العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه. وقد ولاه علي بن أبي الرجال شؤون الكتابة المتصـلة بالجيش. وبقي ابن رشيـق في القـيروان إلى أن زحفت عليها بعض القبائل العربية القادمة من المشرق فغادرها إلى مدينة المهدية، حيث أقام فترة في كنف أميرها تميم بن المعز، ولكنه مالبث أن ترك المهدية إلى جزيرة صقلية، حيث أقام بمدينة مازر إلى أن وافته منيته.
* ألف ابن رشيق كتباً كثيرة ضاع بعضها ووصل إلينا بعضها.
وأشهر مؤلفاته كتاب العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه وهو يقع في جزءين.
ويحتوي على خلاصة آراء النقاد الذين سبقوه في النقد الأدبي،
كما يحتوي على موضوعات أدبية مهمة.
ومن كتبه المشهورة أيضًا كتاب قُُرَاضَة الذهب في نقد أشعار العرب،
ومن بين كتبه التي لم تصل إلينا: أنموذج الزمان في شعراء القيروان ؛ الشذوذ في اللغة ؛
نبـذة مختصرة عن كتاب العمـدة :
جعل ابن رشيق هذا الكتاب أشبه بالموسوعة في الشعر و محاسنه و لغته و علومه و نقده و أغراضه،
وفي البلاغة و فنونها المختلفة ، وضمّنه أبواباً تعين على فهم الشعر ،
ومجموع أبواب الكتاب مئة و سبعة أبواب ، منها تسعة و خمسون باباً لها صلة واضحة بدراسة الشعر و نقده ، و هناك تسعة و ثلاثون باباً تتصل بعلوم البلاغة ، ومنها : البلاغة ، والإيجاز ، والبيان ، والنظم ، والمخترع والبديع ، والمجاز ، والاستعارة ، والتشبيه ، والتجنيس ، والترديد ، و المطابقة ، والتكرار ، والاتساع ، والاشتراك ....إلخ
وهناك أبواب يمكن أن تعين على فهم التراث الشعري ، منها : ذكر منازل القمر ، في ذكر الوقائع و الأيام ، في الأصول والنسب وغيرها..
* من هنا يظهر أن كتاب العمدة كتاب موسوعي في الأدب و النقد و البلاغة ، و لا غنى للباحث عنه .
ويمكن القول : إن ابن رشيق احتفظ في كتابه بنصوص نقلها عن كتب ضاعت و لم تصل إلينا ، كطبقات الشعراء لدعبل ، و كتاب الزجاجي في الأنواء ..
* وقد أخذ ابن رشيق عن الجاحظ ، والحاتمي ، وابن قتيبة ، وابن سلام الجمحي ، وأبي زيد الكلابي في كتاب ( النوادر ) ، و سيبويه ، و أبي عبيدة ، و أبي زيد الأنصاري .
* ومن الكتاب الذين تأثروا بابن رشيق السجلماسي في ( المنزع البديع ) ، و ضياء الدين ابن الأثير الجزري في الكتاب المنسوب إليه ( كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر و الكاتب ) ، و غيرهما .
اتمنى أن يكون في هذا الموضـوع قد حمل لكم المتعة والفائـدة
ولكم تحياتـــي ..