قيادة الذات ..
توطئة :
- من منا لا ينشد السعادة ؟ !
- من الذي لاينعشه نسيم الفلاح ؟ !
- من هذا الذي لايعشق القمة ؟ !
هذا هو حلم كل واحد منا . ومقصده في الحياة .
إلى تلك المقاصد والغايات يسعى الإنسان
عبر سبيل يوصله إلى ذلك الفلاح وهو رهين العديد من الخيارات ،
ولكن السؤال الكبير الذي يجب على التساؤلات قبلا ....
س/ كيف تمتلك الحكمة ومقود القيادة لإدارة الخيارات العديدة والحريات
الواسعة والمعطيات التي باتت في حوزتنا لتجاوز التحديات
على طريق الحياة الطويل لتحقيق الطموحات والسعادة والنجاح ؟ ....
إذا رغبت وأردنا أن نخلص إلى تحقيق ذلك
والفوز والفلاح في حياتنا كلها ، فإننا ينبغي أن نفكر جيدا
في المحضن الأول لهذا النجاح ....
س/ إذن فما هو هذا المحضن أو الانطلاقة أو القاعدة الأولى يا ترى ؟ !
هو هذه النفس
نعم إنها تلك النفس التي نحملها بين جوانحنا
فهي التي سوف تتحمل عبء المحاولة بكل أبعادها وتوابعه
ومن هنا كان لابد من العناية الفائقة بإعدادها .
قال الله تعالى (( ونفسٍ وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها .
قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها )) سورة الشمس
وهو الموضع الوحيد في القرآن الكريم الذي سبقه أحد عشر قسما
من الله تعالى عز وجل .
س/ كيف نزكيها لنفلح ؟ !
التزكية هنا هي الوسيلة
والفلاح هنا هو الهدف
ومن تلك الوسائل : صقل النفس , مجاهدة النفس ,
تجهيز النفس للقيام بمهامها التي تليق بالإنسان الذي استخلفه
الله في الأرض لعمارتها ...
فالذين حاولوا وجاهدوا أنفسهم ودربوها وحفزوها
على سبيل الإحسان ، فإن الله يحقق لهم نتاج بذلهم واجتهادهم
يقول عز من قائل (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله
لمع المحسنين ))
فالمحسن لعمله هو الذي يستحق أن يكون الله معه ..
بعونه وتوفيقه وتأييده حتى بلوغ النجاح المرغوب
لأنهم توكلوا على الله وركزوا ثقتهم بالله وعبدوه
واستعانوا عليه ،
قال تعالى (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ..
والله يحب المتوكلين .
ومن فقد تركيز التوكل على الله وتوكل على نفسه
أو على أي مخلوق آخر وكله الله إلى نفسه .
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
ومن ركز على نفسه وعلى المخلوقين
فقد دسوا أنفسهم ولم يزكوها ويجاهدوها
واتبعوا أهوائهم ونزواتهم ورغباتهم وهذا كله
من نزغات الشيطان ..
فيكون نتيجة ذلك الخيبة والندم والفشل
في الوصول إلى المقصود السامي للنجاح
وبذلك يرتمون في أحضان خسران النفس .
وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة ؟
س/ كيف تتمثل القيادة الكاملة المخلصة
للإنسان في الدنيا وتكون ثمرتها النجاح
والفلاح ؟
إن سيد البشرية الرسول محمد صلى الله
عليه وسلم يمثل القيادة الكاملة للإنسان
وهو السقف التربوي الذي تشرئبّ له
عقول وقلوب وجوارح تتبع أوامر الله تعالى
في كل سكنة من سكناته ، ليكون دستور الله
على الأرض يطبقه أينما حلّ وارتحل
واضح الرؤية
محدد الهدف والمسار
والوسائل
كل وسائله طاعة محضة
لنتعلم منه صلى الله عليه وسلم
إنما الحياة جسر عبوري
إلى سرمد خالد خلاصته رضا الله تعالى
والفوز بجنانه ..
والعاقل من قاد ذاته للحرية (عبادة الله
الواحد الأحد حرا من أي تبعية )
غاية القول : أن قيادة الذات في الحياة
حاجة ضرورية وماسة
وإلا أصبح الإنسان يتهاوى بين أعدائه
لا يفرق بين هدف ووسيلة يتخبط في مساره
يقضي معظم حياته في حبائل المصائد
لا يعرف كيفية الفكاك منها
وينسى صراطه الوحيد للنجاة ،
وكما تعرف
الإنسان على ذاته من الكتاب والسنة
يستطاع بمشيئة الله تعالى
أن يقودها إلى ربحيتها في الدارين ..
والله ولي التوفيق ..
الرئيسية
البوابة
