أول ما يتعلمه الطالب منّا هو أنه "إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب"
ولأن أغلب الطلبة من ذوي الدخل المكدود" والفسحة ريالين ان ما كانت اقل "
ولم يسمعوا بالذهب إلا في قصص ألف ليلة وليلة
فإن الذهب يصبح مطلبا استراتيجيا وعليه فإنه يجب أن يصمت
ليظهر في سمت العلماء ومسوح الرهبان وابتداء بهذه الرشوة "
التي اعتقد أن مبدعها الأول كان صائغا أو ما شابه "
يدق أول مسمار في نعش حرية الحوار وجرأة الطرح .
نتاج هذا الخط الانتاجي ، بعد مدة من الزمن ، هم من تشاهدهم على شاشات التلفاز
لا يكادون يبينون حديثا ..
كلمات مغرقة في العامية ،
صوت يأتي من الفجوج البعيدة حتى لا تكاد تسمعه ،
أفكار أشبه بقطيع غنم بلا راع ٍ مشتتة في كل اتجاه
لا يربطها رابط ولغة
لا تسأل عن مدى وهنها وإثارتها للشفقة .
هذه التراكمات تجعل من ثقة الطالب في نفسه نسيا منسيا
فيصبح غير قادر على نقد الأفكارالموجودة
وبيان نواقصها ناهيك عن إبتكار أفكار جديدة
ما يجعله إنسانا هامشيا كل دوره في الحياة هو الاستهلاك " ماديا وفكريا "
وانتظار ما يحمله إليه الآخر من غير حول ولا قوه.
بهذه السلبية يصبح بالضرورة إنسانا تابعا في كل أمور حياته
إبتداء بما يقول وليس انتهاء بتخطيط مستقبله ومستقبل ابنائه فيما بعد ،
فهو قد تعوّد التدجين " فما الداعي لأن أفكر ما دام أن هناك من يفعل"
وهذا يؤسس لمجتمع مبرمج _ إن صح التعبير_ ممسوخ الفكر
مدموغ بأفكار وعادات لا يعرف لها أصلا ولا هدفا ،
لا يعلم ماذا يريد والأدهى أنه لا يهمه أنه لا يعلم.
فهو يعتقد بأن العقل كالبترول:" وهو بالمناسبة يقارن كل شيء بالبترول
لأنه لا يعرف سواه.. لحظه أظنه لا يعرفه أيضا
ولكن لكثرة ما يسمعه عنه آمن بأنه شيئ مهم والسلام"
طاقة ناضبة كلما استخدم أكثر كلما نضب بسرعة ،
ولأنه يعتقد أنه سيعيش ما عاش نوح فهو لا يريد أن
يقضي آخر عمره بدون هذا الاكسسوار الذي يرى أنه موروث ثمين,
وسوف يكون وضعنا كارثيا بحق إن ورث هذا الكنز لأبنائه
لنعيش نحن وأبناؤنا من بعد مع هذه المخلوقات.
بوصوله إلى هذه المرحله يكون الطموح قد أ صبح شيئا أشبه بالديناصورات
ومخلوقات ما قبل التاريخ لا وجود له ولا طريق إلى إعادته إلى الحياة.
وهو مؤمن برشوة أخرى من نوع آخر ولكن لها مفعول السحر
عند هذا النوع من الناس [" القناعة كنز لا يفنى "
ولا أدري من هذاالخبيث الذي يربط كل حكمه بالكنوز والأموال
وهو يعلم بأنها نقطة ضعف لم نجد لها حلا عبر التاريخ
وليس عدم بحثنا عن حل مبرر لعدم وجوده.
ما تفعله مدارسنا ليس تعليما ,
وعندما تسمي إدارات التعليم نفسها بهذا الإسم
فهي تحسن الظن بنفسها كثيرا . فما يمارسه " المعلم " في المدرسة
يمارسة مدرب الحيوانات والطيور في السيرك ... ...
التلقيـــــــــــــــــــ ـــــــــــــن ...........
.الببغاء يؤدي دوره ببراعة والناس تصفق له ولكن
من ينحني للتصفيق ؟
هو المدرب ..
المدرب يدعوك لترى براعته في التلقين وليس عبقرية الببغاء ،
فألف ببغاء في الغابة لا تستطيع فعل ما يفعله ببغاء السيرك
وكذلك يفعل المدرس في حفلات نهاية السنه...
الببغاء لا يأتي بجديد فهو يردد ما حفظه تحت إغراء الغذاء
وأبناؤنا يرددون ما حفظوه
تحت تهديد العصا،
الببغاء يردد قصائد نزار وأبناؤنا يتعلمون الأدب العربي
لأثنتي عشرة سنة
ثم ماهي النتيجة؟ !!