صناعة الفخار في البحرين عمرها اكثر من 3000 سنة
تعد صناعة الفخار من أقدم الصناعات اليدوية في البحرين ، ويرجع تاريخها إلى ما يزيد لى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وهي عبر عشرات القرون يتوارثها الأبناء عن الآباء، وهي صناعة يحصل منها الكثير من العائلات على رزقهم، وتمارس هذه الصناعة في الوقت الحالي بقرية ( عالي ) بمقربة من التلال الأثرية الموجودة في القرية.
ونظراً للاعتقاد الديني السائد والذي كان معاصراً لتلك الصناعة في ذلك الوقت ، والذي كان يستلزم دفن حاجيات الميت معه . فقد وجد الإنسان في ذلك الوقت أن أفضل طريقة للحفاظ على هذه الحاجيات هي حفظها في أوانٍ فخارية ، وذلك لما للفخار من مزايا وخواص قد لاتوجد في غيره من المواد.
فالفخار خفيف الوزن سهل التصنيع وبه مسام تساعد على بقاء الأشياء على ماهي عليه بالرغم من القدم.
وقد توصل الإنسان في دلمون القديمة إلى عملية مزج ألوان وخلطها ليستخرج منها ألوان جديدة جذابة ، يستخدمها في تلوين الفخار وزخرفته ، كما في الأواني الطينية ودمى السفن التي عثر عليها داخل المدافن.
ولقد ظلت هذه الصناعة تمارس قروناً طويلة ولكنها أخذت في الاضمحلال والتدهور شيئاً فشيئاً ، ولكن هذا التدهور أخذ منحى رهيب منذ اكتشاف البترول وتدفعه في البحرين ، إذ بدأت صناعة البترول الجديدة تمتص الأيدي العاملة في صناعة الفخار وغيرها من الصناعات يوماً بعد يوم ، حتى لم يعد لهذه الصناعة شأن يذكر من حيث الأهمية الاقتصادية.
ومن الصعب تحديد المهد الأول لهذه الصناعة في قرى البحرين وكل ما يذكره الأجداد في هذا الشأن ، أنه منذ أن داعبت عيونهم خيوط النور ، رأوا أن هذه الصناعة تزاول في قرية عالي بالقرب من آلاف التلال الموجودة في هذه القرية.
مراحل تشكيل الفخار:
يمر الطين بمراحل عدة ويقتطع من الأرض حيث تجلب الطينة من التلال المحيطة بمنطقة ( الرفاع) وهي أنواع منها الطينة الحمراء والسمراء والبيضاء . في مكان العمل يقوم الحمال بضربه وطحنه ونخله ثم يوضع في الماء لتصفيته، وبعد مدة تتراوح الساعة والاثنتي عشرة ساعة يمر الطين بعملية التشكيل على الداوليب وبين يدي الصانع لإعطائه الشكل المطلوب ، ثم يعرض الفخار في الظل لمدة ثلاثة أيام للأشكال الدقيقة والكبيرة ، ولمدة قصيرة في الشمس للأعمال العادية ، وبعد جفافه يوضع في الفرن لمدة محدودة تقدر بثلاثة أيام ليأخذ شكله النهائي ، ثم يسحب بعد الحرق.
سر الألوان في الخزف البحريني القديم
لسيت عملية تلوين الخزف البحريني القديم الموجود في المتحف سهلة فبعض ألوان الخزف تحتفظ بسرها ، ومنها ذلك اللون الفاروزي الذي عرفه الفراعنة ولايزال سرا حتى الآن ومن توصل إلى تركيبه.