ﺍﻣﻮﺭ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺒﻜﻲ ﻭﻣﺘﻰ ﻧﺒﻜﻲ... ﺍﻣﻮﺭ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻫﻮ
ﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﻥ ﻓﻘﻂ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ
ﻫﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﺿﺎﺭ
ﺃﻡ ﻧﺎﻓﻊ؟
ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ..
ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺑﺎﻟﺸﻘﻴﻘﺔ )ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﺍﻟﻨﺼﻔﻲ ( ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ
ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻰ ﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ %85
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ%73 ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻤﻠﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ.
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺨﻠﺺ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻟﺪﻯ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ
ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﺋﻰ ﻟﻠﺪﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻰ ﻭﺍﻟﺪﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺴﺴﻰ )ﺍﻟﺬﻯ
ﻳﺜﻴﺮﻩ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻣﺜﻼً ( ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻰ ﻳﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ
ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺮﻣﻮﻧﻰ "ﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻜﺘﻴﻦ " ﻭ "ﺁﻯ ﺳﻰ
ﺗﻰ ﺃﺗﺸﻦ" ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪﺍﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻰ ﺣﺎﻝ
ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻀﻐﻂ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﺨﻠﺺ ﺍﻟﺠﺴﻢ
ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ،
ﻓﺎﻟﺒﺮﻭﻻﻛﻴﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ
ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ.
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﻊ
ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺬﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻰ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ
%20 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ ,ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻴﺄﺗﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.
ﻭﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ %25 ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻦ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻐﻨﻴﺴﻴﻮﻡ ﻭﻫﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ
ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ.
ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺒﻜﻰ 65 ﻣﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻳﺒﻜﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ 15 ﻣﺮﺓ
ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻰ ﻣﻦ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻔﺮﻍ
ﺷﺤﻨﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺃﻭﻻ ﺑﺄﻭﻝ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﻤﺮﺽ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻜﺒﺖ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ، ﺃﻣﺎ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺻﺤﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻰ -ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ-ﻣﻦ ﻋﻼﺝ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﺪﻯ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ
ﺑﺄﻋﺮﺍﺽ ﺗﺤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻀﻐﻮﻁ ﻧﻔﺴﻴﺔ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﻜﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻫﻰ ﻓﻰ
ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﺃﻭ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻀﻮﻯ
ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ
ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ:
- ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﻄﺮﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﻭﺻﺤﺘﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻒ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻼﺡ ﻭﺃﻧﺰﻳﻤﺎﺕ ﺗﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ.
- ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﺤﺴﺴﻴﺔ: ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﺍﻟﻤﻄﺮﻳﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺍﻟﺪﻣﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻓﺮﺍﺯ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺳﺎﺥ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺎﺕ
ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﺒﺼﻞ.
- ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ : ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻣﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ، ﻭﺗﺤﺘﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺮﻣﻮﻧﺎﺕ
ﻭﺑﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﺪﺭﻭﻓﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺴﻜﻦ ﺃﻟﻢ
ﻃﺒﻴﻌﻲ، ﻭﺗﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ
ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ.