الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 6059 نقاط نشاط : 8240 السٌّمعَة : 28 العمر : 28
موضوع: رسالة طفل يتيم... الجمعة ديسمبر 13, 2013 8:05 pm
رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم... رسالة طفل يتيم...
(أنا يتيم طمس اليتم اسمي واسم أبي وغدا يطلق علي اليتيم كانت لي طموحات وأحلام وضعت لها المخططات والرسمات وتمنيت تحقيقها في ظل أب حنون يوفر لي كل ما أطلبه وأحتاجه لكنها تبددت كلها وذهبت أدراج الرياح كان آخر عهدي بها هو تلك النظرة الأخيرة التي ألقيتها على أبي حين وضع في قبره وواراه التراب عن عيني ليواري معه كل طموحاتي وآمالي وأحلامي ونفضت ما تبقى من آمال مع تراب قبره الذي علق بيدي وعدت لأنسى الفرح والترف عدت لأتجرع آلام الفراق واليتم والحرمان ينتظر الأطفال عودة آبائهم في المساء ليرتموا في أحضانهم ويشعروا بحنانهم ودفئهم ويستمعوا إلى أحاديثهم الجميلة أما أنا فيخيم الليل علي لينكأ جراحي ويذكرني أبي فأنطوي على الألم والجوع لا أجد من يضمني إلى صدره لا أجد من يسأل عني هل أنا جائع أم شبعان ربما أغمضت عيني محاولا إجبارهما على النوم فلاح طيف أبي يرنو أمامي وتوالت ذكرياته في مخيلتي وفتحت شريط حياته الجميلة وأيامه التي ذهبت ولن تعود إلى يوم القيامة فطار النوم وفارق جفني فأبيت أتقلب على جمر الآلام. ربما جلت ببصري يوما في أرجاء منزلنا المظلم بفقد أبي فوقعت عيني على صورة قديمة له فتناثرت الدموع من عيني ورحت أضمها إلى صدري وأغسلها بدموعي. ربما خلوت بنفسي في لحظة تفكير شديد فغمرتني المشاعر وشرد عقلي فرحت أنادي عليه لا شعوريا وأتلفت يمنة ويسرة علي أراه ليرد علي فيجيبني صدا صوتي الحزين مؤكدا لي أن لا مجيب. ربما أخذتني غفوة صغيرة فرأيت نفسي في حضنه يلاعبني ويضمني فضننت أن صفحت اليتم قد طويت وأنه قد عاد إلي لينسيني همومي فأستيقظ لأعود إلى سجن الهموم وليتني لم استيقظ . ربما خرجت إلى صلاة العيد أنظر إلى الأطفال يلبسون الجديد ويحملون الهدايا والحلويات وأنا أسير بينهم بثيابي المقطعة البالية. ربما تفوه الخطيب بقوله أين من كان معنا في الأعوام الماضية فقطعت كلماته قلبي ووقعت علي كالسهام فطأطأت رأسي وأنا أسأل نفسي ترى أين أبي الآن وهل لي أن أراه ولو مرة واحدة ثم أجيب نفسي هيهات هيهات ؟ ربما قمت من المصلى فنظرت إلى الأطفال وهم يرتمون في أحضان آبائهم ويمطرونهم بقبلاتهم وابتساماتهم ومداعباتهم فألتفت يمنة ويسرة فلا أجد من يضمني سوى الحسرة والألم واليتم يعود الأطفال إلى بيوتهم مسرعين لأنهم سيجدون ما لذ وطاب من المآكل والمشارب أما أنا فلا أريد العودة إلى البيت لأنه مظلم بفقد أبي خاو على عروشه فأفضل أن أبقى خارج المنزل ربما ألقى صديقا يواسيني أو خلا ينسيني بعض همومي. ربما جلست مع بعض أقاربي فذكرهم جلوسي معهم رحيل أبي فراحوا يتدارسون سيرته ويتكلمون عنه فأنسل بنفسي من المجلس لأني لا أقوى على تحمل ذلك الحديث وأخلو بنفسي لأمسح دموعي وأتناسى ما أنا فيه لاشك أن الله ابتلاني ليرى مدى صبري وقدر لي ذلك فيا رب صبرا على قضائك و يارب كن لي ولكل من في مثل حالتي واجمعني بأبي في الجنة. سلسبيل ياسمين معجب بهذا