وفي يوم من الأيام
وبينما كان يتفقد جواريه والغلمان
لفت نظره جارية بدرا في التمام
كان الحزن باديا على وجهها
وعيناها من البكاء محمرتان
ناداها أن تأتيه باشارة من البنان
تقدمت خطوات من السلطان
والخوف والقلق بها مستبدان
سألها برقة وحنان :
مايحزنك يا أميرة الحسان؟
ابتسمت بسخرية وردت باحتشام :
سأخبرك قصتي ان منحتني الآمان
رد السلطان وقد بلغ منه الاعجاب حد الافتتان :
عليك الامان فأخبريني قصتك وما كان
قالت : أنا ياسيدي ماكنت جارية
ولا كان أبي من العبيد
بل كنا عائلية ملكية تعيش بأمن واطمئنان
حتى جاء يوم أغبر
شهد على بشاعته رب الآنام
قوم بغوا على دولتنا
قتلوا وذبحوا رجالنا
وسبوا كل حرة تملك درة من جمال
وساقوهن لسوق الرقيق كالأنعام
استبقاني رئيسهم رغبة في نفسه
لكنني بصقت في وجهه الكريه أمام الأعيان
زجني في سجن سحيق
كله قذارة وتسكنه الفئران
صبرت على قدري حتى جاء يوم
ضاق فيه صبره فباعني لوزيرك النعمان
هذه سيدي حكايتي وكل ماجرى منها وما كان
وها أنذا ملك يمينك
فافعل بي ماشئت ايها السلطان
تعجب السلطان كثيرا لقصتها
وعجز من ذهوله على الكلام
أمسك بيدها وقبلها بكل حنان
ونادى في وزرائه والأعوان
أن أقيموا الأفراح وعلقوا الأعلام
اليوم أعلن زواجي بالفاتنة...
التي لن تكررها الأزمان
وهكذا استعادت الأميرة مكانتها..
وأنصفها من لا تغفل عينه ولا تنام