تأشيرة السفر

تأشيرة السفر
بقلمي


كلما جنّ عليها الليل
جلست وحيدة على مقعده
الخاوى من جسده الطاهر 
تستنشق عبير الذكريات
الذى يفوح من تلك النافذة
بجانب مقعده الذى تركه
ورحل رحلته الأخيرة
ما أروع الذكريات
حين تحمل لها على كفيها طيف 
الحبيب الغائب عنها منذ عشرين عامًا
ما مر يوم و إلا تبكى فيه على فراقه
وينتهى الأمر باستدعاء الذكريات
لطيفه الحنون بعدما تشفق عليها
من فرط الحنين , 
فتندهش لقدومه فى هيئته
وكامل ملامحه فلم تغيره
السنين ,هو كما هو
بوجهه المشرق الجميل
وابتسامته الرقيقة وخفة ظله ,
فيلقى السلام فترد عليه 
بشغف وشوق كل العاشقين وتعانقه برومانسية حالمة
حتى تكاد يغمى عليها 
وتسأله كل ليلة نفس السوأل
لماذا تأخرت
ألا تعلم أني انتظرك ولا استطيع 
النوم حتى اطمئن عليك 
فيجيب مبتسمًا
ويح الذكريات تأتيني على مهلٍ 
وتحملني
برفقٍ على بساط الحب والوفاء ,
وكلما استعجلتها خافت على من السقوط
وتقول فى التأنى السلامة 
كيف حالك حبيبتي
أنا من اشتاق
إليك وأحن إليك بألف حنين
وأتمنى ألا اتركك أبدًا
وحجزت لك حتى نرحل معًا .
قالت يا الله كم أنا سعيدة 
بهذا القرار أحبك حبيبي 
ولن أتردد لحظة عن الرحيل معك 
قال لها لكن تمهلي حبيبتي 
لابد من صدور تأشيرة السفر
ويرحل كالعادة 
عند بزوغ الفجر
لتعود تحضن وسادته الخالية من جديد
فى انتظار تأشيرة السفر