■■ في الدقيقة الأخيرة من المباراة الاولى للجولة الأولى من المجموعة الرابعة لدوري الأبطال الاوروبي ، قلب ريال مدريد هزيمته وتقهقره مرتين إلى فوز مستحق على مانشستر سيتي 3/2 ، لتكون علامة فارقة في إنهاء مرحلة التدهور والإنهيار والإحباط المفاجيء التي رافقت بداية موسمه المحلي .
■■ بطل الليجا الإسباني الذي تراجع للمركز الثاني عشر بعد أربع مباريات برصيد أربع نقاط من هزيمتين وتعادل وفوز وحيد ، كان يبحث عن مخرج من أزمته التي كادت تمزق أوصال الفريق ، خاصة بعد التصريحات الغاضبة من مورينيو ضد لاعبيه وقوله أنه لايمتلك فريقاً ، ولكنه إهتز بعنف وتراجع وأعلن تحمله للمسؤولية ، وتقصيره في عدم تحفيز لاعبيه ، ويبدو أن الفرصة الوحيدة السانحة للتخلص من هذا الفشل المحلي ، كانت بتفجير الغضب ضد المان سيتي بطل الدوري الإنجليزي.
■■ كانت كل الامور تشير إلى إحباط جديد وحظ عاثر يحوم فوق سماء سنتياجو برنابيو ، في قمة بطلي أقوي دوريين في الكرة الأرضية .. ورغم تفوق وسيطرة نجوم الملكي وخاصة كريستيانو رونالدو ، فإنه وزملاؤه ،خاصة هيجواين أضاعوا العديد من الفرص السهلة وظهر جو هارت حارس مرمى إنجلترا الدولي وكأنه سد منيع امام الريال ، وفي الشوط الثاني ، ومع المزيد من ضغط وخطورة وتوتر الريال ،وقبل النهاية بعشرين دقيقة كانت بداية التهديف للمان سيتي، لتتعقد أمور رجال مورينيو ولكن الدقائق الاخيرة المجنونة تشهد قمة الإثارة وتحول التفوق هنا وهناك ، وبعد ان تعادل الريال ، يعود المان سيتي للتقدم من جديد ، وينجح الملكي في إنقاذ الموقف بالتعادل للمرة الثانية ، ثم تأتي اللحظة المدهشة لجماهير الريال ، عندما يتمكن السوبر ستار كريستيانو من ترجمة جنون وروعة كرة القدم إلى حقيقة على أرض الملعب بخطف الهدف الثالث الذي إنتزع به الفوز ، وإنتزع فريقه من مرحلة الإحباط إلى عالم جديد من الأمل في العودة إلى مسيرة الكبار .
■■ تخلى مورينيو عن وقاره وتماسكه، وراح يجري ويحتفل ويزحف على ركبتيه في حالة جنونية بعد هدف كريستيانو وخطف الفوز على المان سيتي ، مؤكدا خروجه وفريقه من "قمقم" الإحباط والمشاكل ، وقال بعد المباراة وهو يحاول التماسك أن أهم أسباب سعادته الكبيرة هي عودة فريقه ، وإستعادة روح الإنتصار وإرادة الفوز وتحقيق المجد ، وأن فريقه كان جديرا بالفوز ولم يكن يستحق الخسارة.
■■ عندما سُئل كريستيانو عقب المباراة هل أصبح سعيداً بعد المباراة خاصة بعد ظهور إبتسامته ، تلعثم وارتبك وحاول تدارك الموقف ، وقال أنه سعيد بالاداء والفوز وإستمتع بالمباراة الرائعة التي أمتعت الجماهير وقال إن إحراز النقاط الثلاث أهم من سعادته أوحزنه .. وأعتقد - شخصياً - أن مسألة غياب سعادة كريستيانو الحقيقية ، سببها إحترافي للغاية ، لأن الجميع في الريال يعلم أنه أفضل لاعبي الفريق وصانع سعادته وانتصاراته ، ولكنه يريد أن يشعر بذلك من الأرقام والمبالغ المالية التي تدخل حسابه شهرياً وليس من الكلام الشفوي!!