قد يبوح القلب أحيانا بصوت لايسمعة الكثيرون ....
صوت حاني خفي .....
يتسلل من أعماق قلب العاشق المحب ...
فلا يشعر به الا العاشقون ....
ولم يتذوق عذابه الا المتألمون .. الهائمون ..التائهون
وكما يقال :
من أحب شيئا عذب به
فما أجمل الحب اذا بدى من الطرفين ،أما اذا صدر من أحدهما دون الاخر ،
فإن الحبيب سيظهر حبه بجسد يئن ..
وابيات تظهر عبر حروفها قلب شارف على الانفجار ....
ستظهر حمى الحب ..
أعذنا الله منها
فإليكم بعض النماذج :
قرر الكاتب الإيطالي (فرانشيسكوكولونا )أن يتقدم لخطبة فتاة كان قد هام عشقا بها اسمها (بوليا ),لم
يستطع أن يكلمها بسبب خجله الشديد,فما كان منه إلا أن كتب كتابا اسمه (حلم حب )مؤلفا من
(165 ألف كلمه ),وكان الحرف الأول من عنوان كل فصل من فصوله السبعه والثلاثين يحمل حرفا من
جملة لو جمعت لقرات فرانشيسكوكولونا يحب بوليا ),وقد قدم لها ذلك الكتاب كهدية .
ومع ذلك رفضت بوليا أن تتزوجه ,وقذفت بكتابه من الشباك ,وتزوجت بدلا منه ضابطا في سلاح المدفعية .
*) يقول الأصمعي :بينما كنت أسير في البادية ،إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله خبروا ****إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته البيت التالي :
يداري هواه ثم يكتم سره ***ويخشع في كل الامور ويخضع
يقول ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ***وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته البيت التالي :
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره ****فليس له شئ سوى الموت ينفع
يقول الأصمعي :فعدت في اليوم الثالث ،فوجدت شابا ملقى تحت الحجر ميتا ،ومكتب تحته هذان البيتان :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا *** سلامي إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئا لارباب النعيم نعيمهم ***وللعاشق المسكين ما يتجرع
وجارية أعجبها حسنها **ومثلها في الناس لم يخلق ِ
خبرتها أني محب لها ***فأقبلت تضحك من منطقي
والتفتت نحو فتاة لها ***كالرشا الوسنان في القرطق ِ
قالت لها :قولي لهذا الفتى ***انظر إلى وجهك ثم أعشق ِ
يقول عبد الله ابن المبارك (رحمه الله ) :عشق هارون الرشيد جارية من جواريه فأرادها ،فقالت : إن أباك
مسني فشغف بها فأصبح يقول :
أرى ماءً وبي ظما ٌ شديد **ولكن لاسبيل إلى الورودِ
ألا يكفيك أنك تملكيني ***وأن الناس كلهم عبيدي
وأنك لو قطعت ِيدي ورجلي ***لقلت من الرضى : أحسنت زيدي
قال ابن المبارك : فلا أدري من أيهم أعجب ؟من هارون حين رغب فيها ؟أو منها حيث رغبت عنه ؟
يقول إبن حزم (رحمه الله ):أن رجلا من إخواني جرحه من كان يحبه بمدية ،فلقد رأيته ،
وهو يقبل موضع الجرح ،وندبه مره بعد مر ه وهو يقول :
يقولون شجك من همت فيه *** فقلت :لعمري ما شجني
ولكن أحس دمي قربه *** فطار إليه ولم ينثن ِ
* يقول أحد المجانين :
أليس وعدتني ياقلب أني **إذا ما تبت عن ليلى تتوب ُ
ها أنا تائب عن حب ليلى ***فمالك كلما ذكرت تذوب ُ
اتمنا ان تنال على إعجابكم
تحياتي