ام الله - دنيا الوطن
وجبة ٌ فائدتها كبيرة، ولذتها عجيبة، على الرغم من صعوبةِ أكلِها
والتعاملِ معها على مائدة الطعامِ، كانت تقتصر على قلة قليلة من عائلاتِ
قطاع غزة، من عرفوا البحر منذ طفولِتهم وسكنوا قربه، لكنها اليوم أصبحت
أكثر انتشارا ً وتوسعا ً فدخلت الكثير من بيوتِ الغزيين لما سمعوا عنها
هناك وهناك أو تذوقوها عن أحد الأصدقاء أو المطاعم.
شهر أغسطس هو موسم "الجلمبات" أو كما يسميها الكثيرون "سلطعونات"، حيث
ينتظره الصيادون بفارغ الصبر كي ينصبوا شباكهم في البحرِ ويأتوا بعد فترة
بقارب صغير أو "مجداف" ليحصدوا نصيبهم من الشباك، كي يستمتعوا بجزء منها،
ويعرضوا ما تبقى للبيع والاستفادة من عائدها المادي.
سعر مختلف
ويختلف سعر "بكسة الجلمبات" من وقتٍ لآخر ومن حجم لآخر، فمع بداية موسم
الجلمبات ترتفع أسعار البكسة لتصل إلى خمسين أو ستين شيكلاً، وهذا نفس
الحال في آخر الموسم، لكن تنخفض أسعارها في منتصف الموسم حيث تكون الكميات
لتصل سعرها إلى ثلاثين شيكلا ً.
ويشددُ من يشتري "جلمبات البحر" على اختيار الأكبر حجما ً كي يحصل على
كمية أكبر من لحمها اللذيذ، ويُفضل الأنثى على الذكر لأنها تحتوي على كمية
أكبر من اللحم، وتتميز أنثي الجلمبات بأن حوضها واسع ولون أذرعها زهري،
أما الذكر فحوضها ضيق وأذرعها تميل إلى اللون الأزرق.
طرق متنوعة
وعلى شاطئ بحر غزة تجد العديد من الصيادين والمواطنين يشعلون بعضا ً من
الحطب ويضعون " الجلمبات" الغنية بمادة الفسفور المفيدة كما هي على "شباك
الشواء" لعدة دقائق ومن ثم يتناولونها، وتكون لذيذة للغاية.
أما من يصطحب " جلمبات البحر" إلى البيت تكون طريقة طهيهم أكثر إبداعا ً
وتعبا ً ولكنها أكثر لذة، فمنهم من يطبخها على غاز الطهي، مستخدما بهارات
خاصة بالسمك ومضيفا ً الكثير من الشطة حسب الطلب.
وهناك العديد من الطرق لطهي الجلمبات كالطهي على البخار، والشواء على
الفرن بعد نزع الصدفة الخارجية وتتبيلها بالفلفل والثوم والشطة لتصبح أكثر
لذة وشهية.
آراء
ويقول "بكر الكريري" (22عاما): لقد تناولت هذه الوجبة ما لا يقل عن عشر
مرات هذا الموسم، لفائدتها ولذتها الكبيرة، وأنا لا أشتريها من السوق بل
أوصي أحد الصيادين بجلبها لي، لتكون طازجة وأكبر حجما، وبسعر أقل.
ويضيف: من المستحيل أن يمر عام ولا أتناول العديد من وجبات " الجلمبات"
وبطرق عديدة فتارة "شواء في الفرن" وتارة أخرى شواء على الحطب، وفي بعض
الأحيان أقوم بعمل شوربة من الجلمبات وتكون مفيدة للغاية.
لقد اصطحبني صديقي يوما لشراء "بكسة جلمبات"، وقمنا بتنظيفها سويا وشجعني
على تناولها، وكانت حراقة للغاية، هذا ما قاله المهندس الزراعي "محمد لبد"
(25عاما).
ويضيف: لقد كان أول مرة لي، وربما هي آخر مرة، لأنها لم تعجبني لاحتوائها القليل على اللحم، وصعوبة أكلها.
ولا يسمح للصيادين الفلسطينيين بتجاوز مسافة الثلاثة أميال داخل البحر،
مما يحرمهم من صيد أكثر ونوعية أفضل، بسبب القيود التي فرضتها قوات
الاحتلال الإسرائيلي.