* مبادئ ثابتة
قال تعالى(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))
وقال (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ )).
إنها ضريبة الحق وضريبة الثبات على دين الحق.
* وعدٌ صادق
قال الله تعالى(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )).
لينصرنّ الله هذا الدين بعزِ عزيز أو بذل ذليل.وليبلغنّ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار.
* التاريخ يعيد نفسه
بعد حصار شعب أبي طالب ماذا حدث.من الذين حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم؟ ماذا كانت نظرته صلى الله عليه وسلم لهذا الحصار؟ أسئلة أجاب عنها التاريخ.
وبعد الخيار الديمقراطي لشعب فلسطين و فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير الماضي، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، أعلنت الإدارة الأمريكية الصهيونية، حرب التجويع ضد الشعب الفلسطيني عقاباً له على ممارسة حقِّه الديمقراطي ،علما أن أمريكا دائما تدعي أنها الحامية الأولى للديمقراطية في العالم !! بل وتحارب كل من لا يمضي في مشروع ديمقراطيتها المزعومة ، وانتخب شعب فلسطين من يجد فيه أهلاً لحمل رسالته وتحقيق أمانيه وطموحاته، واسترجاع حقوقه المغتصبة.
أمريكا والصهاينة وبعض الحكومات الأوروبية لم تكتف بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، بل بدأت بممارسة الضغط السافر على المجتمع الدولي من أجل عدم تقديم أية مساعدة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى العمل على تجويع الشعب.إنها تعاقب وتحاصر شعباً على خياره الديمقراطي ورأيه الواضح.
إنهم يقرّبون النصر لهذه الأمة و "حماس" تجاوزت مسألة الحديث عن إمكانية تحقيق النصر إلى الحديث عن متى سيتحقق النصر. قال تعالى(( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)).
* الجسد الواحد
ليست "حماس" وحدها وليس الفلسطينيون وحدهم فالأمة الإسلامية جسد وكيان واحد تألم لألمهم وتهتمّ بأمرهم وتسعى لنصرهم وإنه لقريب.
إنّ الذي يساند هؤلاء القلة من الناس الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم هو الذي ساند القلة في حصار الشِعب.والذي سينصر القلة اليوم هو الذي نصرَ القلة يوم بدر.
الله أكبر ما جلجل الحق وصدح ... الله أكبر ما أقبل الفجر وبزغ.
رئيس الحكومة يقف أمام الناس خطيباً يعدهم بموعود الله ويذكرهم بنصرِ الله. الله أكبر ما أعظمه من نصر وما أعظمها من عزة.
فكيف لنا أن ننصر شعب فلسطين وحكومته ؟؟
يقول الشيخ د.يوسف القرضاوي ( فُرضَ على الأمة وخصوصاً القادرين من أبنائها في الشرق والغرب والشمال والجنوب أن يمدوا يد المعونة ، لإخوانه الذين يتهددهم الجوع، يجب أن تقدم لهم الزكاة سواء من مصرف النصر في سبيل الله أو مصرف الفقراء أو المساكين أو أبناء السبيل أو الغارمين، والزكاة لهم هي أول الفروض ولكنها ليست آخرها).
وهذا أقل واجب الأمة الإسلامية.وما نشاهده من مظاهر النصر وتجسيد الولاء لهذا الشعب المعطاء من جميع شعوب العالم هو تجسيد لمعنى أمة إسلامية واحدة وبإذن الله خلافة إسلامية راشدة.
انطلقت مسيرة الانتفاضة المباركة واستمرت ولم ولن توقف.وهكذا المقاومة حتى التحرير. هذه هي إرادة الشعب الفلسطيني،وستحقق له الحكومة المنتخبة ما أراد بإذن الله سبحانه.