ياهذا ....
أين الذي جمعته من الأموال ,
وأعددته للشدائد والأهوال ,
لقد اصبحت كفك منه عند الموت خالية صفراً
وبدلت من بعد غناك وعزك ذلاً وفقراً ,
فكيف اصبحت يارهين أوزاره ويا من سلب من اهله ودياره ؟
ماكان اخفى عليك سبيل الرشاد ,
وأقل اهتمامك لحمل الزاد ,
إلى سفرك البعيد ,
وموقفك الصعب الشديد ,
أو ماعلمت يامغرور : أن لابد من الارتحال ,
إلى يوم شديد الأهوال ,
وليس ينفعك ثم قيل ولا قال :
بل يعد عليك بين يدي الملك الديان مابطشت اليدان ,
ومشت القدمان ,
ونطق به اللسان ,
وعملت الجوارح والأركان ,
فإن رحمك فإلى الجنان ,
وإن كانت الأخرى فإلى النيران ياغافلاً عن هذه الأحوال .
إلى كم هذه الغفلة والتواني ....
أتحسب أن الأمر صغير ....
وتزعم أن الخطب يسير ؟
وتظن أن سينفعك حالك ,
إذا آن ارتحالك أو ينقذك مالك ,
حين توبقك أعمالك ؟
أو يغني عنك ندمك ,
إذا زلت بك قدمك ؟
أو يعطف عليك معشرك ,
حين يضمك محشرك ؟ كلا والله ساء ما تتوهم ولابد لك أن ستعلم .
لا بالكفاف تقنع ,
ولا من الحرام تشبع ,
ولا للعظاة تستمع ,
ولا بالوعيد ترتدع ,
دأبك ان تنقلب مع الأهواء ,
وتخبط خبط العشواء ,
يعجبك التكاثر بما لديك ,
ولا تذكر مابين يديك ,
يانائماً في غفلة وفي خبطة يقظان ,
إلى كم هذه الغفلة والتوان ,
أتزعم أن ستترك سدى ,
وأن لاتحاسب غداً ,
أم تحسب أن الموت يقبل الرشا ,
أما تميز بين الأسد والرشا ,
كلا والله لن يدفع عنك الموت مال ولابنون ,
ولاينتفع أهل القبور إلا العمل المبرور ,
فطوبى لمن سمع ووعى ,
وحقق ماادعى , ونهى النفس عن الهوى ,
وعلم أن الفائز من ارعوى ...
( وأن للإنسان إلا ماسعى , وإن سعيه سوف يرى )
فانتبه من هذه الرقدة ....
واجعل العمل الصالح لك عدة ,
ولا تتمن منازل الأبرار ,
وأنت مقيم على الأوزار
عامل بعمل الفجار ,
بل أكثر من الأعمال الصالحات ,
وراقب الله في الخلوات ,
رب الأرض والسماوات
ولا يغرنك الأمل ,
فتزهد في العمل .