طغت السعادة على أرجاء أسبانيا اليوم الأربعاء نتيجة فوز فريق برشلونة الساحق 4/ صفر على ضيفه الإيطالي آيه سي ميلان مساء أمس الثلاثاء في إياب دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وكان برشلونة يحتاج لتحقيق فوز كبير على ضيفه الإيطالي بعدما خسر مباراة الذهاب صفر/ 2 في ميلانو ، ونجح النادي الكاتالوني في تحقيق غايته بفضل أهداف لاعبيه ليونيل ميسي (هدفين) وديفيد فيا وجوردي ألبا.
وجاء في العنوان الرئيسي لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية اليومية:"ليلة تاريخية أخرى"، فيما اختارت صحيفة "سبورت" اليومية عنوان:"المجد في كامب نو".
وجاء فوز برشلونة المهم على صدر جميع الصحف الأسبانية الصادرة اليوم سواء داخل إقليم كاتالونيا أو خارجه.
ووصفت صحيفة "ماركا" المدريدية هذا الفوز بأنه "انتصار شهير للكرة الأسبانية" وأعربت عن أملها في أن تصبح أسبانيا الدولة الوحيدة التي تحظى بثلاثة ممثلين في دور الثمانية لدوري الأبطال هذا الموسم.
وتأهل برشلونة وريال مدريد، الذي أطاح بمانشستر يونايتد الإنجليزي على نحو مثير للجدل الأسبوع الماضي، إلى دور الثمانية بالفعل.
أما مالاجا فيمكنه اللحاق بهما مساء اليوم إذا تمكن من تعويض هزيمته صفر/ 1 أمام بورتو من مباراة الذهاب عندما يستضيف الفريق البرتغالي الليلة.
من جانبها، قارنت صحيفة "آس" بين فوز برشلونة أمس وبين الفوز الذي حققه ديبورتيفو لا كورونا بالنتيجة نفسها أمام ميلان عام 2004 عندما كان الفريق الإيطالي هو حامل لقب دوري الأبطال.
وانتقدت الصحافة الأسبانية ميلان بشدة حيث ذكرت محطة "راديو ماركا" الإذاعية أن الفريق الإيطالي "قدم أداء مثيرا للشفقة وكاد أن يكون مثيرا للضحك بخط دفاع هزيل وفرصة واضحة وحيدة على مرمى برشلونة طوال المباراة".
وبالعودة إلى كاتالونيا، أكدت القناة الثالثة بالتليفزيون هناك أن فوز أمس كان "انتقاما" لهزيمة برشلونة صفر/ 4 أمام ميلان في نهائي دوري أبطال 1994 بأثينا.
كما أشارت القناة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها أي فريق من تعويض هزيمته بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب منذ تقديم بطولة دوري الأبطال في شكلها الحالي عام 1992 .
من جانبها ، أشادت محطة "راك - 1" الإذاعية بقرار الدفع بالمهاجم المخضرم ديفيد فيا في مركز رأس الحربة بدلا من الدفع به على الجناح الأيسر الذي دأب لاعب منتخب أسبانيا على اللعب فيه إذا تم الدفع به من الأساس.
وأجمعت وسائل الاعلام الأسبانية على أن فيا ، الذي نادرا ما لعب ضمن التشكيل الأساسي منذ كسرت ساقه اليمنى في عام 2011 ، كان اختيارا جيدا بدلا من سيسك فابريجاس الذي لم يظهر بمستواه المعهود في الآونة الأخيرة.
واتخذ قرار الدفع بفيا بدلا من فابريجاس بين مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا ، الذي يتلقى العلاج من سرطان الحلق في نيويورك حاليا ، وبين جوردي رورا القائم بأعمال مدرب الفريق.
وقال رورا: "أردنا أن نلعب برأس حربة متقدم هذه المرة حتى نبقي لاعبي قلب دفاعهم في الخلف ولإبعادهم عن ميسي ، الذي لعب خلف خط الهجوم مباشرة".
وأضاف: "أشعر بالسعادة والاسترخاء والفخر الشديد باللاعبين .. كنا نعرف أن تعويض هزيمتنا بهدفين نظيفين لن يكون سهلا".
ونفى رورا أن يكون برشلونة وضع نفسه على رأس قائمة المرشحين لإحراز اللقب الأوروبي بهذا الفوز ، وقال: "لا ، لسنا المرشحين الأبرز. سنتعامل مع البطولة الخطوة تلو الأخرى. لم نكن بالغي السوء من قبل ، ولسنا مثاليين حاليا".
كما أشاد بأفضل لاعب في العالم لهذا العام ، ميسي ، الذي رفع رصيده من الأهدف إلى 53 هدفا على مستوى جميع البطولات خلال موسم مذهل آخر مع برشلونة.
وقال رورا: "قالوا إنه لا يمر بأفضل لحظاته ولكنه كان عنصر حسم من جديد ، ونجح في إظهار كفاءته الكبيرة".
وأضاف رورا: "كنا على اتصال مستمر مع تيتو فيلانوفا. إنه سعيد بتأهلنا. تسير عملية العلاج بشكل جيد معه وقريبا جدا سيعود للانضمام إلينا".
ويتوقع عودة فيلانوفا إلى برشلونة في الأسبوع الأخير من مارس ، وسيكون لديه الوقت الكافي لإعداد الفريق لدور الثمانية. وكان جميع لاعبي برشلونة أهدوا فوز الأمس إليه.
وأكد رورا أنه "لا يفضل أي فريق على آخر" بالنسبة لقرعة مباريات دور الثمانية التي ستجرى بعد غد الجمعة. ولكن في استطلاع للرأي أجرته مجلة "سبورت" بموقعها على الإنترنت اختار 66% من المشاركين مواجهة ريال مدريد.
وفي استطلاع مماثل أجرته "موندو ديبورتيفو" اختار 34% من المشاركين ريال مدريد الذي تغلب على برشلونة في قبل نهائي كأس ملك أسبانيا قبل أسبوعين قبل أن يتغلب عليه للمرة الثانية على التوالي في كلاسيكو الدوري الأسباني بعد أيام معدودة.