خالف فريق روما كل التوقعات واستعاد نغمة الانتصارات من جديد بفوز ثمين على ضيفه يوفنتوس 1/صفر مساء السبت بالاستاد الأولمبي في العاصمة روما ضمن منافسات المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
لم يأت الشوط الأول للمباراة على مستوى التوقعات وغابت عنه الفرص التهديفية الحقيقية ، وكان أبرز أحداثه التدخل العنيف من جانب فرانشيسكو توتي قائد فريق روما مع النجم أندريا بيرلو الذي أصيب وتلقى العلاج ثم واصل اللعب.
ولكن الحال اختلف تماما في الشوط الثاني حيث تسابق الفريقان في صناعة الفرص التهديفية ، التي استغل النجم المخضرم فرانشيسكو توتي /38 عاما/ واحدة منها ليحرز هدف الفوز لروما في الدقيقة 58 ويعيد البسمة من جديد على وجوه مشجعي فريق العاصمة.
كانت أغلب التوقعات قد رجحت كفة يوفنتوس حامل اللقب للفوز في المباراة في ظل المعنويات العالية التي يتمتع بها لاعبوه واكتمال صفوفه وكذلك بعد إقالة زدينيك زيمان من تدريب روما وإسناد المهمة بشكل مؤقت إلى مساعده أوريليو أندرياتزولي.
لكن روما الذي يعاني من حالات غياب بسبب الإصابات نجح في تحقيق أول انتصار له في الدوري هذا العام واستعادة توازنه بعد سلسلة من النتائج المتواضعة كان آخرها الهزيمة الثقيلة أمام سامبدوريا 1/3 ، في أولى مباريات الفريق تحت قيادة أندرياتزولي ، كما ثأر لهزيمته أمام يوفنتوس 1/4 في جولة الذهاب بالدوري هذا الموسم.
ورغم أن يوفنتوس لا يعاني في الوقت الحالي من حالات إصابة ، افتقد المدير الفني أنطونيو كونتي جهود فيدريكو بيلوسو وكلاوديو ماركيزيو بسبب الإيقاف ، بينما عاد كوادو أسامواه إلى التشكيل الأساسي بعد أن انتهى من المشاركة مع المنتخب الغاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخرا في جنوب أفريقيا.
كذلك عاد ليوناردو بونوتشي إلى التشكيل الأساسي ليوفنتوس بعد أن أنهى اللاعب عقوبة الإيقاف مباراتين.
ورفع روما رصيده بذلك 37 نقطة ليقفز إلى المركز السابع وينعش آماله في المشاركة الأوروبية بالموسم المقبل ، بينما تجمد رصيد يوفنتوس عند 55 نقطة في الصدارة بفارق خمس نقاط أمام نابولي صاحب المركز الثاني والذي يمكنه تقليص الفارق في حالة الفوز في مباراته المقررة أمام سامبدوريا مساء الأحد.
خاض أندرياتزولي المباراة بطريقة 3-4-2-1 ودفع بالثلاثي الهجومي بابلو أوسفالدو وإريك لاميلا وفرانشيسكو توتي في التشكيل الأساسي الذي ضم أيضا فاسيليس توروسيديس ودانييلي دي روسي وماركينيو وميراليم بيانيتش بينما أسندت مهمة الدفاع إلى ماركينيوس وايفان بيريس ونيكولاس بورديسو.
أما كونتي فقد خاض المباراة بطريقة 3-5-2 حيث دفع بالثنائي الهجومي أليساندرو ماتري وميركو فوسينيتش في المقدمة أمام أندريا بيرلو الذي لعب أمام ستيفان ليشتشتاينر وكوادو أسامواه وبول بوجبا وآرتورو فيدال بينما تولى الثلاثي أندريا بارزاجلي وليوناردو بونوتشي ومارتين كاسيريس مسئولية الدفاع.
بدأت المباراة بمرحلة جس نبض لكنها سريعا ما انتهت وأبدى روما طموحا حقيقيا في التخلص من أزمته وإرضاء جماهيره في الاستاد الأولمبي.
غاب الحماس الهجومي عن أداء يوفنتوس في البداية بينما صنع روما فرصتين تهديفيتين خلال أول عشر دقائق حيث راوغ أوسفالدو الدفاع ببراعة لكنه سدد كرة ضعيفة أمسك بها الحارس المخضرم جيانلويجي بوفون بثبات في الدقيقة السابعة ، كما انطلق بيانيتش في الدقيقة العاشرة وراوغ الحارس ثم مرر عرضية خطيرة أمام المرمى لكن دفاع يوفنتوس أحبط المحاولة.
في الوقت الذي ظن فيه البعض أن روما سيخالف التوقعات ويفجر المفاجأة ، بدأ يوفنتوس ضغطه الهجومي وكاد أن يتقدم عن طريق لاعبه المتألق أندريا بيرلو في الدقيقة 19 حيث سدد كرة خطيرة من ضربة حرة لكن الحارس مارتن ستكلنبرج تصدى لها بصعوبة وأخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل.
عانى يوفنتوس من الارتباك شيئا ما وهو ما حاول روما استغلاله حيث استعاد فريق العاصمة نشاطه الهجومي لكن التكتل الدفاعي لحامل اللقب وافتقاد التفاهم بين لاعبي روما في أحيان أخرى حال دون اهتزاز شباك بوفون.
وحصل توتي على إنذار في الدقيقة 31 للخشونة مع بيرلو الذي سقط مصابا ثم خرج لتلقي العلاج والدم ينزف من ركبته ، قبل أن يدخل الملعب مجددا ويواصل المشاركة.
بعدها عانى كل من الفريقين من أجل إيجاد الحلول للوصول إلى مرمى منافسه ، واكتفى يوفنتوس بالتكتل الدفاعي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول لينتهي بالتعادل السلبي.
وبدت الأمور مختلفة في الشوط الثاني حيث كاد روما أن يتقدم في الدقيقة 48 عندما مرر توتي طولية إلى أوسفالدو الذي سدد الكرة رغم الرقابة الدفاعية لكنها مرت بجوار القائم ، ثم رد يوفنتوس بهجمة خطيرة بعدها بثوان لكنها انتهت بكرة سددها فوسينيتش ومرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 56 ، أجرى كونتي تغييرين دفعة واحدة في وصفوف يوفنتوس وأشرك سيباستيان جيوفينكو بدلا من فوسينيتش وسيموني بادوين مكان أسامواه.
وفي الدقيقة 58 ، كسر روما ملل التعادل السلبي وأشعل الهتافات في المدرجات عندما تقدم بهدف للنجم توتي حيث سدد بيانيتش كرة قوية من ضربة حرة ارتدت من الحائط البشري ليتابعها توتي بتسديدة صاروخية هزت شباك بوفون معلنة عن تقدم روما 1/صفر.
بعدها اكتسب روما المزيد من الثقة والجرأة الهجومية بينما كثف يوفنتوس ضغطه بحثا عن التعادل السريع ، وكانت فرص روما الأكثر خطورة في الدقائق التالية لكن لاعبيه أخفقوا في ترجمتها إلى أهداف.
وارتكب الحارس ستيكلنبرج خطأ كاد أن يسفر عن تعادل يوفنتوس في الدقيقة 77 حيث تصدى لتمريرة من جيوفينكو لكنه لم يمسك بالكرة ، إلا أن الدفاع تدخل وأطاح بها في الوقت المناسب.
استمرت الإثارة في المباراة خلال الدقائق الأخيرة وواصل روما تفوقه الهجومي لكنه أخفق في تعزيز فوزه ، لينته اللقاء بفوز فريق العاصمة بهدف وحيد على حامل اللقب.