■■
كان مارادونا واحداً من أعظم اللاعبين في العالم ، بل وفي تاريخ اللعبة ،
وفي المقابل كان مورينيو لاعبا مغموراً لم يسمع به أحد ، وكانت أمنيته أن
يحظى بمصافحة أو صورة تذكارية مع النجم الفذ مارادونا !
■■ أما
الأن وبعد أن دارت دورة الزمان ، وإنتهت علاقة النجم الاسطوري بالمستطيل
الأخضر ، وفشل في تجارب عديدة للتدريب ، في مقابل نجاح رائع للاعب "
النكرة" مورينيو ، والذي بدأ التدريب من طريق الترجمة بعد أن حصل على دورات
في اللغات وليس التدريب ، وربما اكتسب الخبرة من هذه الوظيفة لمرافقته بعض
أفضل المدربين ومنهم الإنجليزي الشهير الراحل بوبي روبسون مدرب برشلونة
السابق .
■■ ثم
تحول المترجم المثقف إلى مدرب صادف نجاحاً إستثنائيا وخاصة مع بورتو
البرتغالي الذي حصل معه على لقب الدوري المحلي مرتين وكأس الاتحاد الاوروبي
مرة واحدة ثم لقب دوري الأبطال ، ليغزو بإسمه القارة البيضاء ، ويتطاول
لمصاف عظام المدربين عندما فاز بالدوري في إنجلترا وايطاليا واسبانيا وكذلك
بدوري الأبطال الاوروبي مع انتر ميلانو .
■■ إنخفضت
شعبية مارادونا مع فشله المتتالي في التدريب ، نهاية بالإستغناء عنه بداية
هذا العام في تدريب نادي الوصل الاماراتي ، وفي الوقت الذي حقق فيه
مورينيو العديد من النجاحات التي جعلت منه ماركة مسجلة في التدريب ، وربطت
إسمه، بمجموعة من أفضل أندية العالم ، لدرجة أن مارادونا صار يبعث له
برسائل عبر الصحافة العالمية يعبر عن إعجابه به وإستلهامه نجاحاته واسلوبه
التدريبي.
■■ وألتقى
الاثنان بالأمس في دبي ضمن مؤتمر دبي الدولي للإحتراف في نسخته السابعة ،
وعندما كنت أقف مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء خارج القاعة التي ستقام
فيها الندوة الخاصة بالنجمين ، فوجئت بتجمهر غريب ومبالغ فيه من جماهير
الحاضرين الذي تزاحموا لمصافحة مورينيو ، في حين كان النجم الفذ مارادونا
يمضي بصعوبة وسط الزحام دون أن ينتبه إليه الكثيرون .. ولم ألحظه إلا
وأنا أصافح المستشار محمد الكمالي أمين عام اللجنة الأولمبية الإماراتيه
ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر ، والذي كان يصحب مارادونا في يده وسط
الزحام والتكالب على مورينيو.
■■ أكثر
ما يتشابه فيه الاثنان ، إعترافهما بأنهما ، كانا " كارثة " في التعامل مع
الصحفيين ،كما يحتفظ كل منهما بإحترام للآخر ، فيعتبر مورينيو أن مارادونا
هو كرة القدم ، كما قال ذلك أمس في الندوة، أما مارادونا ، فيعتبر مورينيو
بمثابة أستاذ وملهم له في التدريب ، أما الخلاف بينهما ، فهو أن مورينيو
رغم وصوله لأسوأ مراحله التدريبية حاليا مع الريال ، فهو يضحك من قلبه
بمنتهى الثقة ولا يحمل أي هم للمستقبل ، لإنه يتلقى عروضا خرافية من أندية
أخرى تتنافس عليه ، أما مارادونا النجم الفذ ، الذي يعمل سفيراً شرفياً
للرياضة بمجلس دبي الرياضي وهي وظيفة علاقات عامة ، فلا يعرف في مستقبله
الكروي أبعد من خطوة واحدة من موضع قدمه وهو يحمل هموم ذلك في كل تصرفاته
.. وسبحان مغير الأحوال