■■ قبل أربعة أيام وفي مقالي عن مباراتهما الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي في الكأس ضمن حلقات الديربي الأول العالم قلت : " (قلب ريال مدريد التوقعات) .. وتألق وتعملق وأطاح ببرشلونة غريمه اللدود من الدور قبل النهائي لكأس ملك اسبانيا في كلاسيكو تاريخي للفريق الملكي الذي تفوق تكتيكاً ، فتفوق في كل شيء".. واليوم أقول (حقق ريال التوقعات) وفاز على البارسا منافسه الكبير وأنهى مرحلة كانت سائدة في السنوات الأخيرة من فرض السيطرة شبه المطلقة من البارسا في مباريات الكلاسيكو.
■■ نعم هناك ضربة جزاء واضحة للبارسا في الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع أهمل الحكم احتسابها لضيف البرنابيو، كان من الممكن أن تحقق التعادل 2/2 ، ولكن اللعبة لم تحتسب وخسر البارسا ليس فقط 3 نقاط غير مؤثرة في صدارة الليجا ولكن خسر الثقة والاستقرار وبقي في حالة إنعدام الوزن.
■■ ويستحق ريال مدريد ومدربه الكبير الثعلب مورينيو كل التهنئة وما يضاعف من إنجاز الفريق الملكي الذي سجل خمس مرات في مرمى البارسا وأضاع مثلها في غضون أربعة أيام، أنه لعب المباراة تحت ضغوط هائلة قبل ثلاثة أيام من مباراة الإياب في دوري الأبطال أمام المان يونايتد، وحاول مورينيو أن يدخر ويريح أهم نجومه وفي مقدمتهم كريسيتانو رونالدو، ومعه أكثر من نصف الفريق ، ومنهم أوزيل وهيجواين وخضيرة واربيلوا ، وكذلك الموقوف دي ماريا والمصاب شابي الونسو.
■■ وفي ظل هذه الأحوال والضغوط ورغم توقع ثورة غضب في أداء البارسا سعياً للثأر من سابق هزيمته قبل أيام في عقر داره والإطاحة به من الكأس، لعب الفريق الملكي بإندفاع هجومي وتخلى حتى عن الكاتناتشيو البيضاء التي لعب بها مباراة إياب الكأس معتمداً علي فعالية هجماته المرتدة، وسجل هدفاً مبكراً ليسقط البارسا في دائرة الإرتباك التي نادرا ما قابلها في السنوات الأخيرة ولكنها عاشها كثيرا في المباراة السابقة وخلال هذه المباراة ورغم هدف التعادل البارع لميسي فإن الفريق لم يستطع إستثمار نقص الفريق الملكي الذي لم يظهر عليه حالة النقص خاصة بعد الإستعانة بالنجم السوبركريستيانو وخضيرة واربيلوا في الشوط الثاني الذين أعادوا التوازن الهجومي للفريق الملكي وضاعت أكثر من فرصة منهم للفوز .
■■ ولم يكن البارسا في حالته الكبيرة المعتادة وهو متكامل الصفوف والعافية بقيادة الفتى الأسطوري ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية، فقد خسر المباراة لينال هزيمة جديدة من غريمه اللدود في غضون أربعة أيام .. أما عن طريقة "التيكي تاكا" فهي لم تستسلم بعد ولكنها بدأت تعاني وتعاني .. وربما بعد قليل من السقطات والخسائر ستدخل قسم العناية المركزة لمحاولة إيقاف لفظ أنفاسها الأخيرة وربما ستحتاج عملية سريعة بواسطة أخصائي ماهر جدا لإنعاشها من الموت الإكلينكي الذي قد تدخل فيه قريباً.
■■ وفي المقابل يستحق مورينيو أن ينهي الإحباط الطويل الذي عاشه وأن يشعر بالسعادة وراحة البال وخاصة في مباريات الكلاسيكو، أما الإحباط والتعاسة ، فقد انتقلت إلى مكان آخر في كتالونيا !