غير معقول أن تكون ردود فعل كل لقاء مسئول عبارة عن معركة خلافية بين الذين لم يحضروا، وبين الذين حضروا. هذا أمر عريق فى الشخصية المصرية. تراه فى الاجتماعات الكبرى، وفى الجوائز الكبرى، وفى المصائب الكبرى. تراه فى الأفراح وفى صفحات الوفيات. حتى أننا شعب ينفرد بجملة «سقط سهوا من نعى المرحوم فلان»..
غير معقول أن تعمم الانطباعات.. فيكون الذين حضروا لقاء الرئيس مع الرياضيين من أنصار الإخوان أو من حزب الحرية والعدالة، وليس بالضرورة أيضا أن يكون من حضر موافقا على الإدارة السياسية للدولة.. وفى الواقع أتعفف دائما فى مثل تلك المناسبات عن تسجيل ما قلته داخل جدران موقع اللقاء. وهو ما حرصت عليه حين نشرت بعضا مما جرى فى اللقاء مع رئيس الجمهورية.. واليوم أضطر إلى ايضاح بعض النقاط:
أولا: لم أرفع يدى طلبا للحديث، وفوجئت بالزميل الإعلامى محمد إبراهيم يخبرنى بأنى سأكون بين المتحدثين. وطلبت إعفائى، لأننى فى تلك المناسبات التى تتسع فيها دائرة الحضور يكون من الأفضل الإنصات وليس الكلام..
ثانيا: حين تحدثت قلت إن دعوة الرئيس للرياضيين إعلاء لقيمة الرياضة وتأكيد على أهميتها، فى وقت يدفع فيه البعض بالرياضة بعيدا عن المشهد فى المجتمع، وفى وقت يعلو فيه الحديث فى السياسة.. وبذلك كانت دعوة الرئيس للرياضيين مكسبا لهم، لاسيما لمن مارس الرياضة كنشاط وكمهنة عن هواية وعن حب..
ثالثا: حين تحدثت تجنبت إثارة القضايا الأزلية فى مثل تلك الاجتماعات، لأنى أثرتها طوال 30 عاما، ولم يحدث تغيير، ولأن تلك اللقاءات لا تصلح لعلاج مشاكل الرياضة، ورأيى القديم المكتوب منذ سنوات بوضوح أن القضية ليست قانون الرياضة وحده الذى يواكب العصر، وإنما فى تغيير الأفكار والعقول.. فلن يساوى القانون شيئا بدون إخلاص للبلد وللعبة وبدون ضمير وبدون فهم، وبدون علم.
رابعا: لم ندرك بعد أن ما يطرح على الرئيس يمكن أن يحله مدير إدارة الشباب فى المحافظة أو رئيس الاتحاد أو وزير الرياضة أو وزير المالية.. لكننا أمام موروث يقول إن كل شىء فى مصر بتوجيهات الرئيس، وهو خطأ فرعونى أصيل. وحين طرحت مشكلة الضرائب كان رد الرئيس: «سنرى القانون أولا حفاظا على حق الدولة».
خامسا: كانت هناك أوجه قصور فى التنظيم، وكان يجب أن يتحدث رئيس اتحاد الكرة قبل رئيسى الأهلى والزمالك. وكان يجب ألا تمنح الكلمة لمن يرفع يده خرقا للنظام، ومعلوم أنه فى زمن القياصرة كان من يرفع أصبعه طلبا للكلمة لا يجده قبل أن يهبط لسرعة السياف..
سادسا: اختصار البعض للقاء بأن من معظم من حضروه هم «بتوع الوزير» وهذا يعد تجسيدا لفكرة التبعية. تبعية الرأى، وتبعية الشخصية، وتبعية المصلحة.. وأحمد الله أننا لم نسع يوما خلف وزير، ولم نطلب شيئا من وزير، ولم نرغب يوما فى منصب الوزير، ولم نكن يوما من بتوع الوزير.. (لامؤاخذة يا معالى الوزير)؟!