في يوم الخميس كنت برفقة ابنائي في ملاهي الصيرفي مول وطلبوا مني الدخول الى قطار الاشباح فقمت بقص التذاكر لهم وتركتهم عند اخر نقطه يسمح لي بالدخول اليها وبعدها يتولى مشغل اللعبه ترتيبهم وجلست انا وامهم بالخارج على كراسي الانتظار لحين خروجهم من اللعبه.
فقام العامل باركابهم بالترتيب مع بقية الاطفال في العربات وقد امتلأت العربة الاولى وهي تحمل 6 اشخاص فقط وبقي ابني يزن عمره 7 سنوات لم يصعد مع اخوته فقام العامل باركابه في عربه اخرى ولكن بمفرده وذهب لتشغيل اللعبه وما ان بدأت العربات بالتحرك وشاهد ابني انه داخل بيت الرعب ولايوجد معه احد وجميع اخوته في العربه التي امامه فأصابه الخوف واستطاع ان يقفز من العربه وذهب يستنجد باخوته في الظلام على رجليه داخل سكة القطار واخوته يسمعون صراخه ولكنهم بالكاد يرونه بسبب الظلام فاصبح ابني يجري بجانبهم وهو يشاهد اشباح اللعبه من حوله ويصرخ خائفا وحاول الصعود الى عربتهم وهي مسرعه وتقوم بالدوران فحاول الامساك بها فقذفته العربه امامها ومن ثم دهسته تحت عجلاتها وسحبته مسافة 6 امتار ثم توقفت بعد ان اعاق جسده دوران العجلات.
حدث كل ذلك ونحن بالخارج على كراسي المطعم الخارجي لانعلم شيئا ولكننا شاهدنا احد العمال يجري بسرعه رهيبه من جوارنا متجها خارج الملاهي وقد لفت انتباه كل الجالسين والكل شعر بان هناك امر ما ، وبعدها خرج ابني الاكبر يصرخ ويقول يا أبي يزن مات يزن مات واتقطع تحت القطار . وهب كل من في المطعم الى داخل اللعبه وكانت مظلمه وشاهدت ابني تحت عجلات اللعبه في منظر مخيف وقمنا بمحاولة رفعها انا ومن حظر معي في البداية من الرجال ولم نستطع فقد كان وزنها 2 طن تقريبا وعندما حظر بقية العمال الذين اخبرهم العامل الذي شاهدناه يجري استطعنا رفع العربه وكنا عشرة اشخاص تقريبا وحينها قمت باخراج ابني من تحت عجلات القطار وقد كان ازرق اللون وعيناه جاحضتان نتيجة الاختناق والزبد خارج من فمه والدماء في كل مكان وكان لايوجد به اي مؤشرات حيويه فلا نبض ولا تنفس فقمت بحمله خارج اللعبه ووضعته على ظهره في الخارج وسلمت امري بأنه قد مات واصبحت انظر اليه واتخيل دفنه . ومع الدعاء والاحتساب ألهمني ربي بعمل تنفس صناعي له محاولة مني لعمل شي يعيد ابني لي بعد ان ايقنت انه فارق الحياة ولكنها محاولة مع دعاء الله عز وجل بأن لايحرمني منه فهو أصغر ابنائي والمحبب لقلبي وبعد الضغط عليه لمدة دقيقتين وكنت حينها قد يئست من تجاوبه بدأ ابني بالتنفس واخراج البلغم من صدره وبدأت مؤشرات الحياة تعود اليه وحينها قمت بحضنه وانا ابكي وقد اختلطت دموعي بدمائه فرحة بعودته للحياة وأنه قد عاد لي فقد كانت كل مؤشراته تدل على وفاته . وقمت بعدها بحمله بين ذراعي والخروج انا وشاب فاعل خير الى خارج المركز وكان الشاب يحمل ابني عني تارة ويجري به أمامي وانا اقوم بشتمه وضربه بأن لايعور ابني فقد كنت اشاهد دمائه تنزف وكنت في غير ادراكي وكان الشاب مسكين متحمل لإهاناتي ولم يظهر اي تذمر وكان مقدر لظرفي وقد كان معي طوال النقل وصادف خروجنا مرور دورية شرطه وقمت بطلبهم نقل ابني الى المستشفى وبالفعل تجاوب معنا الشرطي على الفور وكأنه إبنه وركبنا انا والشاب صاحب اللباس الازرق في الخلف وانطلق مسرعا قائد الدوريه مطلقا الصافرات والمنبه الى مستشفى بقشان وكان اقرب مستشفى لمركز الصيرفي مول وعند وصولنا قام الاطباء باستقبال الحاله عند باب الطوارئ حيث كان قائد الدورية يطلق الصافرات منبها للمستشفى فتفاعلو مع الحاله وعلى الفور قصو ملابسه وبدأو بعمل الاسعافات واعطائه المسكنات حيث كان يتألم.
وعملو له غرز براسه وغرز اسفل عينه اليمين وأشعة لكامل جسمه وكانت سليمه ونحن غير مصدقين حيث اخبرنا الاطباء بان من رحمة الله فإن الأطفال في هذا السن تكون عظامهم مرنه فقد تجاوبت عظامه مع عجلات القطار ولم تكسر ضلوعه او ارجله ولكن السحلات تملأ ظهره وأرجله ورقبته ويديه ولكنها تذهب مع الوقت كما أخبرونا .
ولولا لطف الله والهامه بعمل التنفس الصناعي في تلك اللحظات لكان ابني فارق الحياة او اصيب بتخلف عقلي نتيجة انقطاع الاكسجين عن الدماغ وتلف الخلايا .
ولهذا فإني اكتب لكم قصتي للعظة والعبرة بأهمية الاسعافات الأولية التي للاسف نفتقدها وكذلك عدم ترك الابناء بمفردهم داخل الالعاب .
وأوجه شكري لقائد الدوريه الذي كان يعكس الخطوط من اجل انقاذ ابني وكل أملي ان تصل رسالتي هذه الى الشاب صاحب اللباس الازرق الذي رافقني ولم يتركني الا عند باب المستشفى وبعدها اختفى ولم أراه..... ودعواتكم لابني بالشفاء حيث انه مازال منوما بالمستشفى.
منقول للاهميه
الرئيسية
البوابة
