الفواكه تحوي نسبة عالية من الفيتامينات
كثير من الناس يبالغ في استخدام الفيتامينات دون معرفة فيما إذا كان يعاني نقصاً فيها أو فرطاً. وتعتبر الفيتامينات من أهم المواد التي تحتاجها أجسامنا ونقصها يسبب بعض المشاكل الصحية لأجسامنا ولكن كيف نعرف ذلك.
ما هي الفيتامينات ؟ ومصادرها في الطعام ، وتأثيراتها الرئيسية على الجسم ، وماذا يسبب نقصها ، والمحاذير من الزيادة في استخدامها ، والجرعات الموصى بها يومياً .
الفيتامينات هي مركبات كيميائية يحتاجها الجسم بمقادير قليلة . وتشكل الفيتامينات واحدة من المجموعات الرئيسة للمواد الغذائية (مواد الطعام اللازمة للنمو والصحة). وتنظم الفيتامينات تفاعلات كيميائية يحول فيها الجسم الطعام إلى طاقة وأنسجة حية. وهناك 13 فيتاميناً يُنتج الجسم بنفسه خمسة منها. هذه الفيتامينات الخمسة هي البيوتين ( Biotin (H) والنياسين ( Niacin (B3) ) والمعروف أيضاً باسم حمض النيكوتين، وحمض البانتوثين ( Pantothenic acid (B5) ) وفيتامين د ( Calciferol ) وفيتامين ك (Phytonadione and menaquinone) ومن هذه الفيتامينات ثلاثة فقط هي ( البيوتين وحمض البانتوثين وفيتامين ك ) تنتجها البكتريا في الأمعاء بكميات كافية لحاجة الجسم ولذلك ينبغي أن يتضمن الغذاء اليومي للشخص الفيتامينات.
ولكل فيتامين استعمالات تختص به لدرجة أن أي مركب من هذه المركبات لا يمكن أن يحل محل مركب آخر أو يعمل عمله. بيد أن افتقار الجسم لواحد من الفيتامينات يعرقل وظيفة الآخر. ويؤدي الافتقار المستمر إلى فيتامين معين إلى مرض عوز الفيتامين. وتشمل هذه النوعية من الأمراض البري بري والبلاغرا والكساح والأسقربوط. وقد كانت بداية اكتشاف الباحثين للفيتامينات حينما كانوا يبحثون عن أسباب هذه الأمراض ، ولكي تعتبر المادة فيتاميناً، يجب أن تكون مادة مطلوبة في الغذاء لمنع مرض عوز الفيتامين .
والغذاء المتوازن أفضل وسيلة للحصول على الفيتامينات لفرد يتمتع بالصحة. تمد الوجبات اليومية التي تشمل أطعمة منوعة من كل مجموعة من مجموعات الغذاء الأساسية الجسم بقدر كاف من الفيتامينات .
ويتعاطى بعض الناس فيتامينات مكملة يومياً. وأغلب هذه الفيتامينات تؤخذ على هيئة أقراص، وتحتوي معظم هذه الفيتامينات المكملة على جرعات لواحد أو أكثر من الفيتامينات، وتعادل الفيتامينات الموجودة في هذه المستحضرات تلك الموجودة في الغذاء، لكن الشخص الذي يتناول غذاء متوازناً ليس بحاجة إلى الفيتامينات المكملة.
ويمكن علاج الشخص المصاب بمرض عوز الفيتامين بإعطائه مستحضراً أو أكثر من المستحضرات التي تحتوي على جرعات كبيرة من فيتامين معين أو على مجموعة من عدة فيتامينات، وهذه المستحضرات تتوافر على نطاق واسع، ولهذا ينبغي على الأفراد أن يستعملوها إذا أوصى بها الطبيب فقط .
أنواع الفيتامينات :
الفيتامينات ثلاثة عشر هي فيتامين (أ) وفيتامين (ب) وهو في المواقع مجموعة من ثمانية فيتامينات وفيتات (ج ، د ، ه ، ك) . ويقسم العلماء الفيتامينات إلى مجموعتين بوجه عام، الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، والفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وعلى سبيل المثال، يذوب فيتامين (ب) المركب وفيتامين (ج) في الماء وتذوب فيتامينات ( أ ، د ، ه ، ك ) في الدهون .
فلو نظرنا إلى فيتامين (أ) والذي يعرف كيميائياً بالرتينويدات والريتينول وبيتا كاروتين. فإنه يحتوي على الرتينول ( Retinol ) والكاروتين ( Carotins ) ولهذين المركبين نفس النشاط الحيوي لفيتامين (أ). والرتينول هو مركب طبيعي يوجد في الأغذية ذات الأصل الحيواني، أما الكاروتين والذي يسمى بروفيتامين (Provitamin) فهي مواد يستخدمها الجسم لتصنيع الفيتامين، ولها دور بوصفها عاملاً مضاداً للأكسدة وهي موجودة في الأطعمة ذات الأصل الحيواني والنباتي أيضاً. مصادر فيتامين (أ) في الطعام هي زيوت الأسماك، والكبد، والكلى، والبيض، ومنتجات الألبان، والخضروات داكنة الخضرة، والخضروات الورقية، والخضروات الصفراء كالقرع ( اليقطين ) والجزر.
أما تأثيرات فيتامين (أ) الرئيسية على الجسم فهي البصر والنمو الخلوي ، والأسنان، تكوين العظم والجلد. أما نقص هذا الفيتامين فهو يسبب مشاكل العين المتزايدة مثل العشى الليلي وجفاف العين، ولين القرنية والعمى. اضطرابات الجلد، والإسهال.
وبالنسبة لمحاذير الزيادة في الفيتامين فإن الزيادة تسبب تلف الكبد وضعف العظام أو هشاشة العظام عند النساء .
وفيما يتعلق بالجرعات اليومية فهي : الرجال 3000 وحدة دولية أي ما يعادل 900 ميكروجرام ، والنساء 2300 وحدة دولية أي ما يعادل 700 ميكروجرام وما بين 2500-2600 وحدة دولية أي ما يعادل ما بين 750-770 ميكروجرام إن كانت حاملاً ، وما بين 4000-4300 وحدة دولية أي ما يعادل ما بين 1200-1300 ميكروجرام إن كانت مرضعة .
فيتامين (د) :
والذي يعرف باسم إرجوكالسيفيرول (د3) وكوليكالسيفيرول (د 3) ويعرف هذا الفيتامين باسم فيتامين أشعة الشمس . منذ 50 عاماً مضت لاحظ الأطباء أن القليل فقط من أطفال البلاد الاستوائية النامية يعانون من تشوهات في نمو العظام والأسنان تشابه في صفاتها تلك التشوهات الناتجة عن مرض الكساح (Rickets) بينما كثير من الأطفال الذين يعيشون في البلاد المعتدلة المناخ أو البلاد الصناعية المتقدمة يعانون من هذه التشوهات في العظام والأسنان ، فلماذا هذا الفرق بين بيئة وأخرى ؟ الجواب أن السبب هو في فيتامين أشعة الشمس (د) ذلك لأن الأطفال في البلاد الاستوائية يتعرضون لأشعة الشمس طوال العام ، ويحتوي الجلد على مادة تعرف باسم بروفيتامين د ( Provitamin D ) الذي يتحول إلى فيتامين د ( Vitamin D ) وعلى ذلك فإن هؤلاء الأطفال لا يعانون من نقص فيتامين د على الإطلاق طالما أن أشعة الشمس موجودة طوال العام وجلودهم تحتوي على هذه المواد التي تتحول إلى فيتامين (د) فلا أعراض لمرض الكساح لديهم ، بينما نجد الأطفال في المناطق المعتدلة لا يتعرضون لأشعة الشمس إلا قليلاً خاصة أثناء فصل الشتاء وبالتالي لا تستطيع جلودهم تكوين قدر كاف من فيتامين (د)، وكذلك الحال في البلاد الصناعية فالدخان الذي يملأ الجو يحجب ويمنع وصول أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى الجلد .
مصادر فيتامين (د) في الطعام :
يوجد في الجبن والزبد وأنواع السمك، والبيض، ويصنع كذلك في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس.
تأثيرات فيتامين (د) الرئيسية على الجسم :
ضروري ليساعد الجسم على امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور اللازمين لنمو العظام والأسنان بعد تحويل بروفيتامين (د) بواسطة أشعة الشمس حيث يعبر الكبد ويتحول إلى مادة كيميائية تسير في تيار الدم إلى الكليتين، حيث يتحول إلى مادة أخرى وهي الصورة الفعالة للفيتامين وتسمى داي هيدروكسي فيتامين (د) وهي التي تساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور .
نقص فيتامين د :
يسبب نقص فيتامين (د) مرض الكساح Reckets للأطفال ، وحيث إن فيتامين (د) مسؤول عن امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى الجسم فإن نقص هذا الفيتامين يسبب نقص عنصر الكالسيوم في العظام ، ومن أعراض مرض الكساح تقوس الأرجل وظهور حبات على الضلوع مثل حبات المسبحة وكذلك تأخر في التسنين كما تكون الأسنان عرضة للتسوس المبكر. كما يسبب لدى الكبار مرض لين العظام . ويكثر مرض لين العظام لدى النساء والحوامل والمرضعات . وقد لوحظ أن ثلث سكان دول الخليج يعانون من نقص فيتامين (د) .
محاذير أخذ زيادة من فيتامين (د) :
يعد فيتامين (د) من أكثر الفيتامينات سُمية إذا أعطي بجرعات كبيرة دون إشراف طبي. تشمل أعراض الكميات الزيادة من فيتامين (د) كما يحصل عند استخدامه استخداماً عشوائياً ، الإسهال والغثيان والصداع وارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم ( Hypercalcemia ) وهي حالة خطيرة جداً لأنها تؤدي إلى ترسب الكالسيوم الزائد في الكليتين والقلب والأنسجة الأخرى مسبباً أضراراً خطيرة .
الجرعة اليومية من فيتامين د :
الجرعة هي ما بين 300-400 وحدة دولية أي ما يعادل ما بين 5-10 ميكروجرام..