ضعف التركيز والنسيان
كم مرة في اليوم تذهب إلى مطبخك وتفتح الثلاجة وتنظر داخلها في دهشة
لأنك لا تعرف ما الذي كنت تريده منها؟
كم مرة تتصل بصديقك أو تذهب إلى غرفتك لتكتشف أنه ليس لديك أدنى فكرة
عن سبب دخولك الغرفة أو اتصالك بصديقك؟!
الكثير منا يعاني من ضعف في التركيز ونسيان العديد من الأشياء المهمة
لدرجة تؤثر على جودة حياتنا اليومية وتثير قلقنا على ذاكرتنا في المستقبل،
ودائماً ما نقوم بتفسير هذا النسيان المتكرر أنه نتيجة لضغوط الحياة اليومية
وكثرة المشاكل والواجبات، أو بأننا نتقدم في السن!
ولكن القصور المفاجيء في الذاكرة وخصوصاً في صغار السن
يمكن أن ينتج عن عدة أسباب مختلفة،
فتعالوا معاً لنتعرف على بعض هذه الأسباب:
نقص فيتامين ب 12:
يلعب فيتامين ب12 دوراً هاماً في إنتاج كريات الدم الحمراء ولكنه مربوط أيضاً بقوة الذاكرة،
حيث يقوم ب12 بالحفاظ على الطبقة التي تحمي الأعصاب،
وأي خلل في هذه الطبقة يؤدي إلى إبطاء النبضات العصبية وبالتالي التأثير على الذاكرة.
يعود نقص فيتامين ب 12 الى سببين:
إما أن الانسان يتناول الفيتامين ولكن الجسم لا يستطيع امتصاصه
بسبب وجود خلل في الأمعاء الدقيقة كالتهابات أو أمراض مناعية تحول دون عملها
بطريقة طبيعية، مثل مرض كرونز.
السبب الآخر يرجع الى عدم تناول المأكولات المحتوية على الـ ب12 بالكميات الكافية،
حيث أنه يوجد في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان مما يجعل النباتيين معرضين الى النقص
في هذا الفيتامين.
يمكن أيضاً أن يعود النقص إلى خلل في حمض المعدة، حيث يقل إنتاجه مع التقدم في السن
مما يجعل بعض الأطباء يشخصون ضعف الذاكرة في كبار السن بشكل خاطيء
بينما كل ما يحتاجونه هو تعويض لفيتامين ب 12.
ارتفاع ضغط الدم:
ان ارتفاع ضط الدم يمكن أن يؤثر على الذاكرة، حيث يؤثر الإرتفاع المتكرر
على بطانة الشرايين ويجعلها أسمك وأقل مرونة مع الوقت
مما يقلل من كمية الدم الصاعدة الى الدماغ وبالتالي يؤثر على الذاكرة.
في هذه الحالة المحافظة على معدلات الضغط الطبيعية وإجراء التمارين والحميات الغذائية
المناسبة سوف تساعد على تحسين الذاكرة.
خلل بالغدة الدرقية:
إذا كنت تشعر بالتعب دائماً وتعاني من زيادة مطردة في الوزن واضطرابات في المزاج والذاكرة
يجب عليك زيارة الطبيب فهذه الأعراض يمكن أن تشير إلى وجود قصور في الغدة الدرقية.
الغدة الدرقية غدة هامة جداً توجد في الرقبة، حيث تقوم بإفراز هرمون يسمى الثايروكسين
وهو مسئول عن إدارة كمية الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه اليومية،
فإذا لم تفرز الغدة الدرقية هرمون الثايروكسين بكميات كافية فإن جميع الوظائف الحيوية للجسم
تتأثر وتصبح أبطأ حتى وظائف المخ، وبالتالي يؤثر ذلك على الذاكرة.
يتم اكتشاف هذا القصور عن طريق تحليل دم بسيط ويعالج بتناول الأدوية
التي تحتوي على الهرمون الناقص وبالتالي يحدث تحسن ملحوظ في مستويات الطاقة
ووظائف الذاكرة.
اضطرابات في النوم
النوم المضطرب والأرق يمكن أن يؤدي إلى ضعف الذاكرة،
كما أن الرحلات الطويلة في الطائرة أو غيرها من وسائل المواصلات تؤثر على الذاكرة أيضاً
ويُقال أن ذلك بسبب عدم الحصول على نوم مستقر طوال فترة الرحلة.
الحمل:
عادةً ما تعاني المرأة في فترات الحمل من ضعف ملحوظ في الذاكرة، و
يرجع ذلك إلى أن تغيير المرأة الحامل لروتين حياتها بالكامل يمكن أن يسبب ضعف الذاكرة
وفقدان التركيز.
التخدير:
فائدة التخدير أن الإنسان حين يستيقظ من العملية الجراحية لا يتذكر أي شيء مما حدث!
ولكن للأسف يمكن أن تستمر هذه الحالة لفترة من الزمن يمكن أن تمتد لسنة كاملة!
يُحتمل أن يرجع سبب ذلك إلى أن الغازات المستخدمة في التخدير تتعارض مع النبضات العصبية
مما يؤثر على المنطقة المسئولة عن الذاكرة في الدماغ.
كما يمكن أن تؤثر الإلتهابات الناتجة عن العمليات الجراحية على الذاكرة أيضاً،
ويتم معالجتها بالأدوية المناسبة.
الإكتئاب والصرع:
يؤدي الإكتئاب إلى انخفاض مواد كيميائية معينة في الدماغ مثل السيراتونين
المسئول عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة وغيره من المواد الكيميائية
مما يؤثر على الذاكرة.
كما أن الصرع يؤدي أيضاً إلى ضعف الذاكرة والتركيز، ويتم التحسن بمعالجته.
يُذكر أيضاً أن من يعاني من الشقيقة معرض بشكل أكبر إلى حدوث قصور في الذاكرة
على المدى الطويل.
بعض الأدوية:
أدوية الروماتيزم والربو إذا تم أخذها لفترات طويلة وبجرعات عالية تؤثر على الذاكرة،
فيستحسن أن يبدل نوع الدواء بأدوية مشابهة له في المفعول أو بمشتقات منه من وقت لآخر.
وأيضاً العلاج الكيماوي يؤثر بشدة على الذاكرة،
حيث أنه من المعروف أن العلاج الكيماوي يؤثر على الخلايا الصحيحة
كما يؤثر على المصابة،
ولذلك يؤدي إلى خلل في بعض خلايا المخ الصحيحة مؤثرا بذلك على الذاكرة والتركيز.
كما أن الأدوية التي تقلل مستويات الكوليسترول الدم ” STATINS”
والتي من المفترض أن تقوي الذاكرة، تؤدي في بعض الأحيان إلى مفعول عكسي
وتؤثر بشكل سلبي على الذاكرة.