وكانت أمسية ...
كنت ومازلت
أعشق البحر والشواطئ
أجد في الفضاء والماء
راحتي والحرية
أجلس قرب الساحل
أداعب الماء
بكلتا يداي
لم أشعر بشيء
غير أني
أنا
هي
تلك المرأة الشرقية
جبلت من تراب طاهر
وماء حلو المذاق
أنا الشرقية ، النقية
والنقاء جُبل مني
أنا النقية ...
جلست ذات أمسية
فوق رمال باردة طرية
شاطئ مترامي الأطراف
أمواج تتهادى بدلال
صيف يبتعد
قرصات برد ورجفة أوصال
شاطئ يتغنج
ماء يتدحرج
موج يشاكس
كشقاوة أطفال
دفنت همومي في الرمال
تلاشت مع زرقة الماء
جلست باسترخاء
قررت أن أدخل (تمرين يوجا)
لدقائق
كنت بحاجة للإسترخاء
جلست بقرفصةٍ يوجائية
كتمثال بوذا
مددت للأمام كلتي يديّ
تنفست شهيق عميق
وكتمت أنفاسي لثواني
تركت أعصابي خارج السيطرة
محاولة للإسترخاااااء
ركزت بنظري على نقطة في الأفق البعيد
عند خط تلاقي البحر والسماء
إحساس ممتع يستحيل وصفه بالكلمات
هو إتحاد بين أرواحنا
وأرواح الكون والسماء
إنه غياب عن الحاضر
والتجرد من الماضي
مسح شامل للعقل
هي دقائق
سافرت روحي مع تيارات الماء الهادئة
فجأة أتاني صوت
أيقظني من هذه الإغفاءة اللذيذة
صوت جميل
أخترق سمعي
لحن جميل
هز كياني
لحن متقطع
يراقص الموج الهادئ
ويعلو مع صرخات طير النورس الهائج
ألتفت للوراء
على بعد أمتار
جلس رجلٌ عجوز يتكأ على عود
منهمك يدندن
(ياحبيبا ًكل شيئ بقضاء مابأيدينا خُلقنا تعساء)
أيقظ حنيني من مرقده
أشعل القلب
أستسلمت لنوبة بكاء
تبخر تمرين اليوجا
تعكر صفو الاسترخاء
أين المفر
كلما بعدنا عن الالم
يأتي من يشعل فتيل القلب
في عقر دارنا
وخلوتنا
سلوانا البكاء
دوائنا
نكتب
لنستريح