في هذة الليلة المظلمة
وفي هذا الكوخ البارد
وهذه النار التي أحاول إيقاظها
كلما حاولت الخلود إلى النوم
وكلما غفت وبدا ضوءها يخفت
أذهب لوشوشة الجمر
فيعيدها نارا فتية
تشبع المكان دفئا
يالي من رجل أناني
لقد وشيت بالنار إلى الجمر
فكنت المستفيد من ما. حدث
هل أنا رجل إنتهازي
ومخادع لا أعلم
لنعود إلى هذه السماء
المرصعة بالنجوم المتلئلئة
لتعود بي الذكريات إلى أيام مضت
وسنون أنقضت كنت فيها شابا يافعا
وكان أصحاب أبي يأتون إلى هنا
فيتاسمرون ويضحكون
وتمضي ساعات الليل فرح وبهجة
والآن ها أنا وحدي في هذا المكان
وقد أقتربت من طرق باب الأربعين
وليس بيني وبينة غير خطوات قليلة
والمكان مهجور وخال من كل شي
أين أصحاب أبي
لقد قضى عليهم الموت جميعا
وكلما فقدنا واحدا منهم
رئيت مساحة الحزن تكبر في عين أبي
ويخبو بريق السعادة من عينية
أعلم أنه يعاني ألم الفقد
ورحيل الأصدقاء
وانا يا أبي كذلك أعاني
إبنك ذلك الطفل
الذي كان يوم ينام ولايهتم
لما سيحدث في الغد يعاني
أبي أيها البعيد هناك
إنني أحبك جدا
أمي أيتها الراحلة إنني أحبك
سأتوقف الآن
لأن النار قد تحالفت
هذة المرة مع الجمر ضدي
وقد فات أوان التدخل
سأخلد للنوم
وداعا أيتها النجوم
وداعا أيها الزمن الجميل الذي لن يعود
حروف من بوح عالمي