مدخل
قلمي ترنح وارتعش بين أناملي
وحروفي هاجت بها ذكريات مفقودة على عزف الأصيل
هناك حيث موعدنا الأول
أنا وهو والمساء
وقلمي
فقررت واياه العودة لذلك اللحن الهاتف بهمس المغيب
تغمرني غيبوبة الضياع
لأستفيق على ذكريات موعدنا الأول
يوم سرنا ودروب الشوق تحفّنا
وعلى ذلك الهمس الأثير
تقاطرت الأيام شجا عازفا
أغرقتني في سَكرةِ بوحٍ طويل
أشتاقك وأشتاق لها
هي شمسي الغاربة
أحن رجوعي لأيامي الخالية
وخطوط الشمس تعانق كفي
وترسل وميضها لتتعلق بها ذاكرتي
وتكللها بفيض من حنين
طرقت مساءات عديدة
وخضت بحار لا قرار فيها
أمس فائت
وحاضر لا أتعرف عليه ..ينكرني ربما
وغدٍ مجهول الهوية
أشتاق خطواتي الأولى نحو غرامك
وأتخيل بهجة الحاضر تترنح سَكرى إن قررت الرجوع يوما
فتتهادى وإيايّ
كأغنية شوق شاردة
من خفايا الأمس
تلامس قلبي
فيخفق وتتعالى دقاته
طربا ناعما
يجن الليل
ويدنو حفيفا ..يلامس كفوف الشمس
فتنتعش أساريره
ويتبدّل سواده بإشراقة ملامح
طالما عشقتها ورسمتها في خيالي طويلا
يا رجل الشمس ..وأمنية النفس
كل خلايايّ تتنفس الرجوع إليك
رغم حالة النسيان المزعومة
التي تحيط بك
أمتّع نفسي اقتفاء أثرك
فتصيبني حمى الهذيان
تتخبطني ملامح ممسوحة من خارطة ذكرياتك العتيقة
فتسكتني نظرة عينيك
أن عودي
فلا مكان لك هنا
يا أنثى الرحيل وشمس الأصيل
الغاربة بلا موعد
تسكنين الروح
فتبددين المكان بموعدك الفائت
تكممني غصة تفقدني صوابي
المجنون بك
وأغفو على غيبوبة وجعك
دمعة حائرة تحجرت في عينيك
يا رجل التناقضات أنت
تطالبني الرحيل وتتوسلني البقاء
قلبي كسير
وقلبك ذبيح
همسك صامت
ونبضي خافت
وكلانا أتعبتنا هموم الحياة
فما عدنا إلا خيالات من وهم
ومرايا من صور عديدة
لك مني همسا
سأوقظ الشمس في أعماقي
وأمطرها بقطرات الندى
وأنتزع فقدها غصبا عني وعنك
وأردها صوابها
لتنهض من غفوتها الطويلة
وتعود لذلك المساء
فقد
حان اللقاء
على أنغام الأصيل وقرمزيّة الشفق الأحمر