يُقال يا سيدي
ان لون الحزن اسود
وان طعمه مر
وانه يسكن تلك القلوب المفجوعة
وانه يمتص رحيق العمر
وانه حين يدخل مدن الاحلام
يدمرها
وان الشطآن التي يمر بها
الحزن تشتعل بالنار
فما هو الحزن الذي يتحدثون عنه ؟
فالحزن يا سيدي
هو ان التقيك في زحمة العمر
وأنسج معك أجمل حكاية حب
نعيش تفاصيلها وطقوسها
ونحلم بغد أفضل
ثم تنتهي الحكاية بمآساة
الحزن يا سيدي
هو ان افتح لك مدن احلامي
وأسكن معك في قصر من الخيال
وأنجب منك في خيالي طفلا وطفلة
ثم ينهار القصر على رأسي
ويموت طفلاي أمامي
الحزن يا سيدي
هو ان اخبيء عمري في قلبك
وأملأ حقائبك بأيامي
وأضع سعادتي في عينيك
ثم الّوح لك مودعة
لا حول لي ولا قوة
الحزن يا سيدي
ان تصبح مع الايام
عيناي التي ارى بهما
وهوائي الذي اتنفسه
ودمي الذي اعيش به
ثم انزفك عند الرحيل
دفعة واحدة
الحزن يا سيدي
هو ان ادمن حبك..وأدمن صوتك
وأدمن عطرك..وأدمن وجودك معي
ثم افتح عيناي على غيابك
الحزن يا سيدي
ان تتحقق بعد حلم
وان التقيك بعد امنية
وان تأتي بعد إنتظار
وان اجدك بعد بحث
ثم استيقظ على زلزال رحيلك
الحزن يا سيدي
ان اتعلم الطيران فلا اصلك
وان افتح الدفاتر فلا اجدك
وان احفر الارض فلا اجدك
وان اقطع البحر فلا اجدك
وان اخترع البقاء فلا التقيك
الحزن يا سيدي
ان تفارق ولا تفارق
فتصمت ويبقى صوتك في اذني
وتغيب فتبقى صورتك في عيني
وترحل وتبقى انفاسك في قلبي
وتختفي ويبقى طيفك خلفك يمزقني
الحزن يا سيدي
ان اغمض عيني فاراك
وان أخلو بنفسي فأراك
وان اقف امام المرآة فأراك
وان المح هداياك فأراك
وان اقرأ رسائلك فأراك
الحزن يا سيدي
اأن ابحث عن عطرك في ضفائري
وان ابحث عن عطرك في يدي
وان ابحث عن عطرك في احلامي
وان ابحث عن عطرك في الطرقات
وان ابحث عن عطرك في الجدران
فلا اشم سوى رائحة الغياب
الحزن يا سيدي
ان اجمع البقايا خلفك
وان ارسم وجهك في سقف غرفتي
وان احاورك كل ليلة كالمجانين
وان اشد الرحال اليك عند الحنين
وان اعود الى سريري في آخر الليل
فأبكيك
الحزن يا سيدي
ان يأتي العيد وانا وحدي
وان يأتي الربيع وانا وحدي
وان تهطل الامطار وانا وحدي
وان يطرق الحنين بابي وانا وحدي
وان يمضي بي اجمل العمر وانا وحدي
الحزن يا سيدي
ان أراك صدفة
وان يجمعني بك الطريق
ذات يوم
فأراك بصحبة سواي
يدك في يدها
تنظر اليّ فلا تعرفني
وعمري خلفك يناديك...
فلا تسمعه
الحزن يا سيدي
ان أكتب
فلا يصلك حرفي
وان اصرخ
فلا يصلك صوتي
وان الفظ انفاسي
فلا اراك
وان اموت
فيصلك النبأ
كالغرباء