بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
العين هي سر من أسرار خلق الله سبحانة وتعالى فهي بوابة القلب الرئيسية عن طريقها يحب ويكره ويتعلق ويتوله ويميز ويدرك وتشترك مع حاسة السمع في إيصال كل ما في العالم الخارجي إلى القلب ، لذلك قال الله تعالى :{ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً}.
فقدم السمع والبصر على الفؤاد لأنهما المداخل الأولية لكل ما يصل إلى القلب،
كما أن العين تعتبر ترجمان القلب فكل ما يخفيه القلب يظهر على العين واضحاً جلياً تترجمه العيون بلغة عجيبة يفهما الجميع لا تحتاج إلى مترجم ولا إلى معلم،
فإذا أردنا أن نعرف صدق الشخص من كذبه نقول له{حط عينك في عيني }
وإذا أردنا أن نبالغ في إهتمامنا بالشيء نقول
{ أحطة في عيني} ‘ {ولاجل عينك تكرم ألف عين }
والأم إذا أرادت أن تخيف أبنائها او تهددهم تقول { من عيني }
والمحب دائماً يركز نظره في عيني محبوبه وتحدث بينهم محادثات عجيبه بصمت قال قائلهم:
نظر المحب إلى الحبيب سلام➲⠌⠍⟠ والصمت بين العارفين كلام
فلذا بما في نفس ذا إلمام➲⠌⠍⟠ جمعوا العبارة بالإشارة بينهم
فيقول :
ذا عن ذا وذا عن ذا أقلام
و مما يجدر الإشارة اليه هو أن العين تكون في بعض الأحيان مجرم وسفاح خطير ويروح ضحيتها الكثير والكثير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي الذي قال فيه :{ أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين} .
ومعنى الحديث واضح طبعاً وهي نظرة العين الحاسدة التي تتسبب بالكثير من المخاطر!
ولكن ربما نلحظ ملحظ آخر وهو حالات القتل الذي تسببه العيون الذي تكلم عنه الشعراء والأدباء العرب على مر العصور كقول الشاعر:
إن العيون التي في طرفها حور●◎● قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
هذا النوع من القتل أظنه أكثر من القتل الذي تسببه العين الحاسدة فالعرب من بين خلق الله مولعون بالعيون ومشغولون بعشقها والتغزل بها ويولون العيون وملحقاتها من رموش وجفون وحواجب إهتماماً بالغاً أكثر من إهتمامهم بقضايا فلسطين والعراق وغيرها، وتراهم دائماً محصورون في دائرة العيون لم يخوجوا منها إلا قتلى أو جرحى أو أسارى أو مجانين!
يقول شاعرهم:
وأنا الذي أجتلب المنية طرفة ●◎● فمن المطالب والقتيل القاتل
والآخر يغني:
صادت فؤادي بالعيون الملاح
والثاني:
أنا أسير العين والحواجب➿⠊⟢
وذبحوني عنية وقتلوني عنيه➿⠊⟢
وعينه مني ومجنني➿⠊⟢
وهكذا كثر ضحايا العيون من أمة محمد عليه الصلاة والسلام بل أن الضحايا المشار إليهم مؤخراً هم أكثر من ضحايا المعارك والحروب!
وضاعت الأمة وانهزمت لأنها لا تسطيع أن تخوض معركتين في نفس الوقت.
ويظل العرب يتغزلون بالعيون والقمر
بينما الغرب قد وصلوا إلى سطح القمر ويخططون لبنائه!!!