ارتخاء العيون عند الأطفال وعلاجه
د . إيهاب سعد
هناك العديد من الأطفال في العديد من الدول العربية يعانون الإصابة بارتخاء في الجفون، ما ينتج عنه حالة نفسية سيئة، وارتخاء الجفن له أسباب متعددة وكثير منها من الممكن تداركه بالعلاج المبكر، ما يتطلب عرض الطفل المصاب على اختصاصي أمراض العيون لتشخيص السبب وعلاجه، لكن الفحص المبكر يسهل علاج الطفل من هذا المرض .
ويتوقف علاج هذه الحالة على سن الطفل المصاب وسبب المرض، فإذا كان الارتخاء كلياً فيجب التدخل الجراحي فوراً عند بلوغ الطفل الشهر السادس، أما إذا كان الارتخاء جزئياً فيمكن الانتظار حتى بلوغ الطفل سن خمس سنوات، وربما تتحسن الحالة مع نمو عضلات الجفون، وفي الحالتين لابد من التدخل الجراحي في العضلة الرافعة الجفنية أي تقصيرها حتى تزداد قوتها في رفع الجلد المرتخي، أما في حال الشلل الكامل للعضلة الرافعة، فيتم إجراء جراحة أخرى يتم فيها تعليق الجفن العلوي بواسطة خيوط خاصة في عضلة الجبهة فوق الحاجب، فكلما رفع الطفل حاجبه يستطيع رفع الجفن .
أما في حالات ثقل الجفن نتيجة وجود أكياس دهنية أو رمد ربيعي أو أورام، فيتم إجراء استئصال طبقي لغضروف الجفن لإزالة السبب وتخفيف وزن الجفن .
ويتكون الجفن العلوي من طبقة خارجية جلدية متصلة مع جزء خلفي، عبارة عن غشاء مخاطي يغطي سطح العين، وأثناء النهار يغطي الجفن العلوي مساحة قدرها 1: 2 مليمتر أعلى القرنية، ويتحكم في فتح وغلق الجفن مجموعة من العضلات الإرادية واللاإرادية، ومن أشهر ما يصيب الجفن العلوي مرض ارتخاء الجفن، حيث يسقط الجفن من وضعه الطبيعي ليغطي مساحة أكبر من القرنية قد تمتد إلى تغطية فتحة القزحية، ما يمنع دخول الصورة إلى العين في الحالات الشديدة .
وأسباب ارتخاء الجفن متعددة، منها ما يرجع إلى أسباب وراثية، حيث يكون هناك عيب في تكوين العضلة الرافعة للجفن، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض المذكورة في عين واحدة أو الاثنتين معاً بعد الولادة بدرجات متفاوتة، ويؤدي ارتخاء الجفنين إلى استخدام الطفل لا إرادياً لعضلة الجبهة، لمحاولة رفع جفن العين، ما يؤدي إلى حدوث تجاعيد أو خطوط واضحة بالجبهة، وارتفاع مستمر في الحاجب مع رفع الرأس لأعلى حتى يستطيع الرؤية من خلال الفتحة الصغيرة من الجفون، ومن أشهر الأسباب تعرض العين إلى كدمات أو تمزق بالعضلة الرافعة للجفن .
وهناك أسباب أخرى منها ما يرجع إلى التقدم في العمر، حيث تتراجع العضلة من المكان الأصلي المثبتة فيه إلى الخلف، ما يؤدي إلى فقدان وظيفتها، ويصاحب ذلك مع كبار السن ترهلات في الجلد وبروز في الدهون حول العين على شكل تكيسات وترهلات في الجفن، ما يؤدي إلى تشوه شكل العين والوجه، ويؤدي ارتخاء العضلات البسيط في العينين فوق سن ال45 سنة إلى رفع الحواجب وكرمشة بالجبهة في محاولة لتخفيف شدة ارتخاء الجفن، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالإجهاد المستمر في آخر اليوم “النظرة المندهشة الدائمة” كتعبير غريب للوجه .
وقد تصاب العضلات الرافعة للجفن والأعصاب المغذية لها في حالات التهاب العصب الثالث الذي، قد ينتج عن مرض السكر أو بعض العيوب الخلقية أو ضعف العضلات نتيجة الإصابة بالأمراض العصبية .
أما بالنسبة للتشخيص فيتلخص دور الطبيب المعالج في تحديد سبب ضعف العضلة، ودرجة تأثيرها في النظر خاصة في الأطفال والقدرة الوظيفية للعضلة والأعراض المصاحبة، وذلك لتحديد العلاج المناسب لكل حالة .
ويتمثل العلاج في تقوية العضلة الضعيفة بوسائل مختلفة عن طرق شدها وتقويتها من دون فتحات، من خلال الجفن من الداخل أو من الخارج، وقد يستخدم الطبيب المعالج بعض الخيوط الطبيعية من الجسم وبالذات من الفخذ لعمل خيوط لرفع الجفن أو بخيوط صناعية لرفع الجفن إلى مكانه الطبيعي، وقد يصاحب ذلك جفاف مؤقت بالعين وعدم القدرة المبدئية على غلق العين كاملة أثناء النوم، مما يستوجب استخدام قطرات ومراهم مرطبة ليلا، وفي بعض الحالات قد تضعف العضلة مرة أخرى، ما يؤدي إلى عودة الارتخاء، ويتعامل الطبيب المعالج حسب الحالة، حيث من الممكن إصلاح الارتخاء جراحياً مرة أخرى .
دمتم بخير .