قال لي العراف
يتواجد في زمن الهموم القادم
تجار الماء حين يجف من كل السدود
فيصير أشرفنا لأجل لقمة العيش
كمومسة بليل ماجن تبحث عن زبون
وتباع للاغراب كل أراضينا الكريمة
ونبيع بالطرقات أقدس الأشياء لدينا
حتى يكتب على جباهنا اننا خذلنا
بعصر فقراء العقل .. والضمير
قال لي العراف
الحرية بزمن الملوك أجبرتنا
على مدح أهل البلاط
ووصف جارية القصر بفاكهة القصيد
أما الديمقراطية بزمن الاقمار الاصطناعية
فمع كل خائن مثقف ..عالم يخون
ويفتي بقتل الناس عدل
- والناس- صابرة ملء القلوب
ليصبح خطيب وتتلقفه الايادي يحكم البلاد
كبضاعة أهل الفصاحة
و نجواه يفسرها الفقهاء المتفيقهون
قال لي العراف
بأخر الزمان
سيحكون عن أغنياء قريش باسهاب
ويسألونك عن رحلة كانت تسمى
رحلة الشتاء والصيف
بها كل صنوف التجارة
ويعطونك بالزمن الحاضر
- مثالا عنها -
ان يعلمونك التسكع بالشتاء والصيف
والبحث عن زمن لاحق
نقدم فيه التعازي لاحلامنا
بمرتبة الشرف المسلوب
المعطوب مثل العمر
وعندها سندرك تماما
من أين يأتي البكاء
قال لي العراف
كل عيد أضحى .. وبكل بلد محرر جديد
سيقتلون حاكما كان سارقا قديما
و يحتفلون بعدها بتنصيب لص أخر جديد
له المال والجاه والشرف القبلي
وأسماء أهل النجوم ...والرضى العالمي
ولكل شركائه من سيشهرون العصا
بنفوذ وقوة جبارة بوجه المستضعفين بالبلد
واليتامى والمحرومين ..سيكون لهم الريع الأكبر
مما سرق الكبار الأقربون ..
وأسوة بهؤلاء رفيقا ..
يكونون كل مصاصي الدماء .. أحبته واقرانه
قال لي العراف
الفتنة تضاجعكم وجها غريبا
لتحبل بتوأم جديد منكم اسمه النفاق والشقاق
غريبان يكبران معا لتكتمل المسرحية
بتصفية الحب والصدق بزمن هامشي
قال لي العراف
لأحزان أطفالكم غدا
ثقل هذه الجبال التى تحملها الارض
فلن تورثونهم .. الحب الحقيقي ..
صفاء عمق الانسان النبيل
وسحر ولون البحر كما هو أزرق كالامل
ولون الغيوم كما نراه يرتل الاحزان..
ولا جمال الورد ولمسات الفراش له بعشق الهي
بل سيرثون عدواة وانانية بعضكم لبعض
وخراب الديار والمشاعر .. وغربة الروح
التى مازالت اليوم بنفوسكم تتربى كالجنين
قال لي العراف
لاينبغي أن تنهي العمر
وانت تلوك أغنية قديمة
الموت أنت ..
ان لم تخلق من نفسك انسانا يستحق الحياة
سيصعد مدائن الذات حتى يصل الى مبتغاه
ويعانق مآذن الروح
حتى لايغرق بالمادة الصماء
فأختر طريقك واترك لمن يرثك .. الفخر بك
والحياة العزيزة .. ينالها
أو اختر كل الضياع له من بعدك