عندما تختلي بنفسك وأنت ..
مكتئب ..
حزين ..
منفعل ..
حيران ..
ضائق الصدر ..
قد تعلم مالذي حرّك تلك المشاعر وقد لا تعلم!
تبحث عن تبديلاً يغنيك عن حالك تلك اللحظات ويسعد خاطرك فلا تجد إلا دمعة دافئة تتدحرج من بين جفنيك
مالذي حدث وأطاح بكبريائي آن ذاك؟
إنها لحظة الضعف التي قدِمت إلينا دون إذنٍ مسبق ،،
إنها الغصّة التي لا يبتلعها من أخطأ في حق نفسه ولم يعزها ويرفع مكانتها من هموم الدنيا الزائلة ،،
إخوتي جميعنا يُخطئ وجلّ وتعالى من لا يُخطئ ،،
فإبن آدم لم تنتهي دنياهـ بمجرد
خطأً أو أخطاءً اقترفها إثر تسويفٍ وتقصير، فمن ذا الذي ييأس من حياته
وينوح عليها وعندهـ رباً كريماً رحيماً أرحم به من أمه ،،
الله كريمٌ رحيــم! ولكننا نحن لم يقدرهـ حق قدرهـ جلّ في علاهـ
لم نعظّم شعائرهـ ولم نخافه ولا حتى خِفنا من عذابه!
نخطئ ونتمادى ويعفو بكرمه ويرحم!
ولانزال نخطئ دون حياءٍ ولا خجل!
نخاف من الناس وحديثهم ونظرتهم لنا ولا نخاف ربّ الناس الذي إن شاء أكرههم بنا وجعلنا في نواظرهم حفاة عراة من النظرة الحسنة!
قبل
يوماً من كتابتي للموضوع خرجت للمسجد وأنا حزين قد أرهقتني ذنوبي، كنت
أدعي ربي أن يغفر لي خطيئتي وأصبحت أردد ذلك وأنا خائفاً وجِل لأني إنسانٌ
ينسى مااقترف في حياته من ذنوب!
أقسم
بمن سجدت له الجباهـ لما فرغنا من الصلاة خطب الإمام خطبةً بسيطة لكنها
لاتسعها الأرض ولا السماء من عظمها حيث ذكر حديثاً قدسياً وكأنه رداً عليّ
في أن أجمع بين الخوف والرجاء لا الخوف فقط!
أترككم مع هذا الحديث الشريف ولي الفخر بأن أختم به الموضوع العظيم به ،،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
يقول: " قال الله : يا ابن آدم ، إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان
منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ، غفرت
لك و لا أبالي. يا ابن آدم ، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئاً ، لأتيتك بقرابها مغفرة .