بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
نتقدم الى حضراتكم بموضوع نتمنى ان يحوز القبول والاستحسان فى صدوركم ويلقى تفهما فى عقولكم .
الأمر جلل أيها السادة الحضور والقارئين والمشاهدين والغافلين والمستغفلون
ان الأمر يتعلق بهويتنا وبمدى حفاظنا وتمسكنا بحقيقة هويتنا ، وان نواجه ونحارب الأفكار المغلوطة والمشوهة التى تؤثر سلبا على عقولنا وعلى سائر أمور حياتنا .
أيها السادة كيف يعقل لنا ان نجعل عقولنا هذه تتميز من أجل اشخاص لا من أجل فكرة ولا من أجل المصلحة العامة التى تناساها الجميع ، واخذ كل فرد من أفراد المجتمع فى الانزواء والاستقلال بماهيتة بعيدا عن كيفية معالجة الانهيارات التى نعانى منها من قديم الزمن .
أى نعم اننا فى مشاكل متفرقة لكن كلها تبقى مجتمعة فى مشكلة واحدة وهى مشكلة كيفية بناء مجتمع وكيفية احياء قيمة الأمة .
سيقول قائل ان المشاكل كلها تقع على عاتق الحكومات وعلى عاتق الحاكم أو ولى الأمر .
وسيقول آخر ان المشكلة كلها تقع على الأفراد الذين هم أشخاص وجزأ من المجتمع .
فى حين تناسى الجميع أن علاج المشكلة لا يستقيم الا اذا تضافرت وتوحدت الرؤى والأهداف ، ولن يتحقق العدل مالم تكن هناك مساواة فعلية بين الأفراد ولا تفريق بين حاكم ومحكوم ، ولا عنصرية وتمييز بين لون ولون وجنس وجنس ودين ودين ، اذ ان الأصل هو اننا جميعنا انسان .
أيها السادة الكرام ان الامر عظيم جلل ، ان لم نتدارك على الأقل فى هذه المرحلة المتأخرة ، ونعالج الاخطاء المترتبة على اخطاء الماضى ، وان نتعامل مع الواقع بمنتهى العقلانية وتصدير أولوية المصلحة العامة ومصلحة الأمة فوق مصلحة الحكم ، أن تكون مصلحة البلاد فوق وأعلى من مصلحة الأحزاب السياسية ، أن تكون أعلى وأكثر تقديرا فوق المجتمع .
ان مصلحة الوطن بل ان مصلحة الأمة الاسلامية ، تختصر على توحيد القوى سواء كانت قوى فكرية وابداعية أو قوى اقتصادية أو قوى عسكرية ، أو قوى سياسية ترسخ وتقوى الوجود السياسى وصنع سياسة خارجية توضع حدا لتلك المهازل التى ترتكب فى حق المسلمين ونحن عنهم لاهون وغافلون ، وان نصنع ونخلق سياسة داخلية موحدة تطبق على كافة سائر بلاد المسلمين ، وهذا ليس بتلك الصعوبة البالغة التى يعتقدها الجميع ، والتى يتقاعس عنها المتقاعسون الذين لا يريدون ان يتكبدوا عناء الجهد والمشقة فى اصلاح ذات البين بين الأمة الواحدة ، ويكتفون بما هم فيه من زخرف الحياة ، ويقول القائل منهم ليس الأمر بيدى ولا املك من الأمر شيئا واننى لست مسئولا عما يحدث .
اما بالنسبة للحلول فهى حلول كثيرة ومتعددة ، وهى متعددة بتعددية الآراء والأفكار الخاصة بكل فرد منا ، وان دل هذا فانه يدل على ان هناك حالة صحوة ، وحالة استنفار قوية وجدت فى النفوس والعقول ، ولكنها تفتقر الى التوجيه الحسن الذى يخدم مصالح الأمة ويعزز من قوة الأمة ، وأيضا يبرز معانى القوة التى فى دواخلنا .
الحل الثانى
وهو الايثار ، وهو ان نآثر المصلحة العامة ومصلحة الوطن بل مصلحة الأمة فوق مصلحة الحاكم ، فوق مصلحة المجتمع حتى ان تعارضت مع قوى الرأى العام لبعض الأشخاص أو الأحزاب وتخدم المصلحة العامة وتكون بمنتهى الشفافية والحيادية وتتمتع بكامل النزاهة والمصداقية ، ربما تكون فى هذه اللحظة تكون آثرت مصلحة الأمة على مصلحة الفرد أو مجموعة من الأفراد .
الحل الثالث
وهو خلق المساواة الفعلية ، وان يطبق نظام العدل على اقصى درجة ممكنة من النزاهة والشفافية والاستقلالية المطلقة وتفعيل القانون ، ولنا فى هذا الأمر أسوة حسنة .
لو تتبعنا وحكمنا عقولنا واخذنا نتدبر كيف ان استقلال الشورى بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكيف تناقلت السلطة ، وهو معروف بمصطلح تداول السلطة شريطة الكفاءة ، والمثال الحسن الذى يحتذى به فى معالجة الأزمات ، وحل المشكلات الطارئة المختلف عليها وفض النزاع حول الخلاف ، وليس توسيع فجوة الاختلاف ، وتسييس هذه الفكرة التى تزيد من حجم الفجوة وتعمقها فى أركان المجتمع ، وبالتالى تؤثر سلبا على الأمة الاسلامية كاملة .
الحل الرابع
وهوالتعليم والقضاء على الجهل ، فكم كثير من مجتمعاتنا تعانى من الأمية ، وكم من مجتمع يعانى من الأمية التكنولوجية ، وكم من مجتمع يعانى من التدهور الاقتصادى .
التعليم وان يكون العقل محررا من كل ضوابط القيود والروتين التى أكل وشرب عليها القانون العقيم الذى نتعامل به مستسلمين رافضين ان تكون المرونة والسلاسة هى اساس التعامل والتعليم ، وان يكون التعليم لا يخالف الشريعة الاسلامية ولا يخرج عن الكتاب والسنة .
وان تعلمنا من الغرب ومن الشرق نتعلم بما يوافق شرعنا وديننا الحنيف .
الحل الخامس
وهو ان يكون هناك عمليات نشر وتثقيف ، وان لا يقتصر الأمر فقط على استخدام الشبكة العنكبوتية ، لا بل يزيد التفاعل الى ان يصل ويكون جماهيريا وعلى المستوى الشعبى ، فليس كل أفراد مجتمعاتنا يعرفون القراءة والكتابة ، بل يجب أن نصل الى الفئات او المجموعات المعدومة ، فان وفرنا سبل علاجها استطعنا ان نقضى على أكثر من نصف مشاكلنا فى مجتمعاتنا .
الحل السادس
وهو ان نقدر اهل العلم حق التقدير ، وان تزيد ميزانية البحث العلمى على كافة مستويات مجتمعاتنا من الشرق الى الغرب .
فاننا بغير علم لا نحيا