مدينة
الضياع
دروب طويلة أخطوها ...
صمت خانق يطبق كاهلي
فيطوقني العدم
طقطقة أنصت إليها
أصغي وأصغي
وأخيرا أعترف
أنني وحدي من تخيلت ما كان
جزيرة الهجر تشكو الوحدة
كنفسي
أغصانها ذبلت
زهورها البرية اختفى لونها
وشاطئها تكسر من طوول المسير
أصبحت نفسي كشيخ عجوز
شيّبه الخواء
فكاد أن يلفظ أنفاسه
تغضّنت وردتي البرية قبل أوانها بكثير
وهاد الشوق احترقت
وأزهازيج الحنين اختنقت
يطوف بها نوارس تزعق
ويردد صداها بليلٍ
ساكن
صامت
أنا ومدينتي
وشوارعي
وفرحتي المبللة ...
كلها فراغ
هواء
يغطيني خربشات أنثى
وجدران مدينة باهتة
توشك غيومها السوداء على الانفجار
بمطر لا لون فيه
ولا رحيق
طائر الحب
هام
حلق
ورفرف بجناحيه الصغيرين
جاع وعرّته عواصف هوجاء
احتاجك يوما
باحثا عن دفء يقيه
نواة البحر
فأهّملته طويلا
شاطئ حزين وحيد يتيم
بلا أنت
خيال او بقايا احلام
رجل اللاوعي انت
استعمرت مدينتي يوما
فقيدتني بأسر الحرمان
أو همس المساء أنت
او رهبة المكان
والآن
كل ما أعيّه
أنك غادرتني
مرة
ومرة
ومرات
وبكل طيبتي مددت يدي لأصافح كفا
مودعة أرتجيك البقاء
فصفعتني بكل برودة وقسوة
وقررت اللاعودة
فانهارت مدينتي
تشكو الضياع
غافلتني الفرحة قليلا
لأعيش خيالا صنعته بنفسي
أوهمت ذاتي بسعادة مزعومة
وفجأة
صرخة مدوية أطلقتها
هتفت
لا
الواقع ارحم من الخيال كثيرا
فوداعا يا مدينة الضياع
بقلمي المتواضع
والتياع مشاعري
و بكل فخر أشكر
مبدعنا زائر ما قبل الرحيل
لتكرمه ومشاركتي الخاطرة بنقش
رسوماته الرائعة
حقا فهي تحفة فنية حفظه الله
اتمنى ان تنال اعجابكم
طبتم بكل خير ومحبة