بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمداعبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
والعلم ليس له حد يُنتهى إليه، وإنما كل يأخذ منه على قدر ما وفقهُ الله وأراده الله له قال الله جلَّ وعلا: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، ولكن هذا القليل إذا كان علماً صحيحاً فهو مبارك ونافع،فليس العبرة بكثرة العلم؛ ولكن العبرة بنوعية العلم، والعبرة العمل بالعلم، ومن عمل بما علم أورثهُ الله علم ما لم يعلم كما في الأثر، والعلم ينمو مع العمل، ويرحل مع ترك العمل، العلم لا ينمو ولا يبقى ولا يستفيد منه صحابه إلا بالعمل الصالح، كل الناس بحاجة إلى العلم، كل المسلمين بحاجة إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى طعام والشراب والهواء،حاجتهم إلى العلم أكثر، لماذا؟لأن العلم تحي بها القلوب وتستنير به البصائر ويدل على الله على جنته، فهو ألزم من الطعام والشرب والهواء لأن الطعام والشراب والهواء مغذية للأبدان، أماالعلم فهو مغذي للقلب والبصيرةفهو إذا أحوج، الناس أحوج إليه من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الإنسان وإن أكل وشرب من أنواع الفواكه وأنواع الأطعمة والأشربه الطيبة ينمي جسمهُ فقط، وأما إذا تعلم العلم النافع وعمل به فإنما يغذي قلبه عبادة لله وحدهُ لا شريك له،فلا بد من تعلم العلم ما يعفى أحد من تعلم العلم على قدر ما يسر الله لهلا يبقى الإنسان على جهله، ويقول أنا جاهل ومعذور بالجهل لا لست معذور بالجهل ما دام فيه مجال لتعلم العلم ولو قليلاً فإنك لست معذورا أمام الله سبحانهُ وتعالى.
جزء من لقاء مفتوح 12-11-1433هـ
للشيخ صالح الفوزان من موقعه
والشأن أيضاً ليس في أننا نعلم الشيء، ولكن الشأن في العمل، فإذا علمت شيئاً فعمل به وإلا فإنه يكون حجةً عليك إن بقي وإلا فهو على سبيل الزوال، ولهذا يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:أعلم أن الله أوجب علينا تعلم أربع مسائل والعمل بهن ما هي؟ في سورة العصر المسائل هذه في سورة العصر التي يحفظها كل واحد منكم، يحفظها الكبير والصغير البدوي والحضري يحفظون سورة العصر في المسائل التي إذا تحققت، تحققت السعادة وإذا فقدت أو فقد شيء منها ضاعت السعادة وخسر الإنسان، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍإِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِوَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) لأن هذه المسائل:الإيمان،والعمل،والتواصي بالحقلابد فيه من المشقة، ولابد أن ينالك من الناس ما ينالك من الأذى، فعليكبالصبر، عليك بالصبر، والصبر يعني: حبس النفس عن الجزع، وحبس النفس عن الكسل، لأن بعض الناس مثلاً ينشط في تعليم العلم والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم إذا تعرض لأي مشقه أو لأي اعتراض أو لأي مجادل للباطل، لا والله ليس ملزوم وأنا ما علي إلا نفسي وترك،لازم من الصبر تصبر على (يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) لابد من الصبر على التعب على لوم الناس على العراقيل على ملل النفس، لابد من الصبر والتحمل .