المصدر :كتاب
" دروس وتطبيقات في الأدب العربي "
لــ : الأستاذ دهّان السعيد منشورات دار المعرف
الاستعارة
الاستعارة لغة من قولهم استعار الشيء إذا طلبه سلفه ، وفي الاصطلاح هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنى المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الأصلي وهي من الصور البيانية ، وليست إلا تشبيها مختصرا – حذف أحد طرفيه – ولكنها أبلغ منه .
وتنقسم الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين إلى تصريحية ومكنية
فإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط فهي استعارة تصريحية
وإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه فقط وحذف فيه المشبه به وأشير إليه بذكر لازمه فهي استعارة مكنية .
وتنقسم الإستعارة بحسب اعتبارات أخرى إلى تبعية وأصلية ومرشحة ومجردة ومطلقة وتمثيلية .
التطبيق :
قال أبو الطيب المتنبي في معرض حديثه عن رسول الروم :
وأَقْبَلَ يَمْشٍي فٍي الْبٍسَاط ٍ فَمَا دَرَى
إلَى الْبَحْرٍ يَسْعَى أَمْ إٍلَى الْبَدْرٍ يَرْتَقٍي
فَلَمّا دَنَا أَخْفََى عَلَيْهٍ مَكَانَهُ
شُعَاعٌ الْحَدٍيدٍ الْبَارٍق المُتَألٍّق
المطلوب :
1/أعرب ما تحته خط إعرابا تاما .
2/ في البيت الأول استعارتان حددهما وبين نوعهما وأثرهما .
3/ عين من البيتين جميع الأفعال المعتلة ثمّ ردّ كل فعل إلى أصله الثلاثي ، ماذا تلاحظ ؟
4/ أعد كتابة البيت الثاني متجاوزا عما فيه من تقديم وتأخير ، ماذا تلاحظ ؟
حل التطبيق :
1-الإعراب :
يمشي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء لأنه معتل الآخر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره "هو" .
شُعَاعُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
2-البلاغة :
" إلى البحر " استعارة تصريحية حيث شبه سيف الدولة بالبحر وصرّح بالمشبه به أي البحر والقرينة هي " أقبل يمشي إلى " .
" إلى البدر " استعارة تصريحية أيضا لأنه شبة سيف الدولة بالبدر وصرّح به أي المشبه به والقرينة هي نفسها الواردة في الاستعارة السابقة.
وكلتا الاستعارتين قد زادتا في توضيح المعنى وتقويته بتضمين الكلام تشبيها خفيا مستورا وحملتنا عم عمدا على التخيل .
3-الصرف
تعيين الأفعال المعتلة من البيتين :
يمشي ، درى ، يسعى ، يرتقي ، دنا ، أخفى
رد الأفعال إلى أصلها الثلاثي :
مشى ، درى ، سعى ، رقٍيَ ، دنا ، خَفٍيَ
ألاحظ أن هذه الأفعال جميعها تنتهي بحرف على سواء الألف أو الياء وبالتالي فهي جميعها أفعال ناقصة .
4-التراكيب :
كتابة البيت بالتجاوز عن التقديم والتأخير :
فلما دنا أخفى عليه شعاع الحديد البارق المتألق مكانه .
ألاحظ أن هذا التركيب يخلو من كل بلاغة وجمال بل و سرحة خيال لأنه كلام عادي جدّا .