بعنوان [انا ]
كان الليل و الطيش عالقين على الحبل السري للكون ..
يتأرجحان بين الظلمة و الضياء ..
كانت السماء تكابد آلام مخاض عسير تنزف نجوما ..
تتدحرج ماسة تلو ماسة..
تحدق في الأرض تشير إلى بحر قلق..
ينتظر البشارة ميلاد الأشياء الخالدة 00
التوائم اللازوردية..
الشعر و أنا..
الحب و الحلم..
في أعماق القلب المشتاق نمضغ المرارة و الألم عسلا مصفّى 00
ونترك الروح في جوهرها العاري توشوش للماء ..
للعشب الرضيع00
تنصت لتسابيح الطير و الشجر..
نحدق طويلا في وجه الأم الرؤم عسى أن نعيد الماضي ..
أو نلمس الذكريات أو نطير إليها..
ننام سكارى فوق الموج المشاكس لنغزو الهواجس..
جنيات البحر ..
ينتظرن النوارس لتقص عليهن حكايانا..
المدن الغارقة في الوحل وسوس غول الشر في صدرها00
لا تدري كيف تستقبلنا00
توّجتنا بالحزن و التشرد..!
قالت 00
ليس لكم وطن أيها الغرباء 00
وأنت أيها الفتى اللازوردي إياك أن توزع القصائد على العابرين 00
أو شوكولا الحلم على أطفال الشتات ..
كي لا يصبحوا يوما ثوار ..
او إياك00
أن تمر من أمام تلك النسوة حتى لا يقطعن أصابعهنّ..!
من غيرك أيها الفتى اللازوردي أسرف على نفسه بالهوى و الغرام 00
اشرب من نبيذ الحزن حتى الثمالة ..
واسق كل من جاء معك من العراء..!
و حذار ...
حذار أن تفتح نوافذ الحلم ليطل الشعر ..
وفي الهدوء الصافي يبدأ الحب بالهذيان..!
آه يا صغيرتى 00
مأساتي مدن نبذتني ..
كرهتني ومن بين أصابعي ماء كريستالي صاف بلون أشجارك يتدفق..
لا يتوقف عن الجريان يتساءل عن ترابك..
أنا..
أتكئ على جدار ريح هش ..
والليل البارد يعض خاصرتي..
أقول مواسيا نفسي ..
أنا الفتى اللازوردي ..
عراف و قديس الشّعر أعوم في بحره ..
وفي بحر الحب و الحلم..
أغرف ما أشاء من اللآلئ ..
لا أنتظر مغفرتكم ..
وعطاياكم ..
ولا أتوقع من أحد أن يراني ..
يكفي أن يري صوتي ذاك القمر الذي يطل بين كلماتي..
وتلك العصافير البيضاء ..
تزقزق في قصائدي ..
وذاك البهاء ..
بهاء الفقراء ..
بهاء المشردين ..
يقص على الندى المطرز بأفكار قضيتي ..
وقضيتي أيها العالم المشبع بالوحل أنا بلا وطن أو هوية عاشق ..
وحبي العظيم ..
أرضي أغتصبت.
و الآنكل..
أحزان الكون تحج إلى قلبي ..
تعشعش خلايا النحل في دمي..
حسد الأفاقين تغطي قلوبهم خفافيش ..
و ريح ظنوا أنهم شعراء خانوا و يرجموني بحجارة الكذب ..
وتركوني وحيدا مع قدري مثخنا بالجراح بلا مأوى ولا قطرة ماء ..
لأرحل إلى شتات آخر أكثر افتراسا و مرارة ..
أماه ..
ها أنا ذا أغني حبي العظيم لأرضي..
وتلك..
الغجرية العاشقة تستمع مسحورة تشعر بالغيرة ..
تتعرى..
تظهر لي كل مفاتنها..
تشعل قناديل الغواية لأغني إسمها..
عصافيرها صامتة وعلى أشجار الحور تقرأ قصائدي ..
تود أن تعشعش وتغرد في أحضان..
حبيبتي..