خطبة الجمعة أردو زبان مين (Word) PDF)
الخطبة الأولىالحمد
لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، قال تعالى
:(
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
أيها المسلمون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«
حق المسلم على المسلم خمسوفي رواية
ست ». قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال:«
إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ».
والحق
في هذا الحديث هو ما لا يسع المسلم تركه في تعامله، وأول هذه الحقوق
السلام، فالسلام ورده وسيلتان لإشاعة معنى السلام في المجتمع، فالسلام عهد
بالأمن والسلامة من الأذى للمسلم من الذي يسلم عليه، وقد أوصى الله عز وجل
به، وأمر بحسن رده فقال تعالى
:(
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا)
كمابين
النبى صلى الله عليه وسلم أن إلقاء السلام على الناس جميعا من خير
الأعمال، لما فيه من تحقيق لمعاني المودة والتعايش بين الناس، فعن عبد الله
بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما: أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم
أى الإسلام خير؟ قال :«
تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».
ومما
يعين على تماسك المجتمع وترابطه إجابة الدعوات والمبادرة إلى الزيارات في
الأفراح والأحزان، فهي مما يزيد الألفة ويعمق المودة بين أبناء المجتمع،
لذلك قال صلى الله عليه وسلم :«
وإذا دعاك فأجبه ».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزهد في دعوة مهما كان صاحبها، قال صلى الله عليه وسلم :«
لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدى إلى ذراع أو كراع لقبلت ».
فهذا
توجيه نبوي للتفاعل مع الدعوات الاجتماعية على اختلاف منازل الناس، وقد
أكد النبي صلى الله عليه وسلم على تلبية الدعوة خصوصا إن كانت في عرس، وذلك
لما يحققه هذا الحضور من تآلف وجبر لنفس الداعي، قال صلى الله عليه وسلم
:«
إذا دعى أحدكم إلى وليمة عرس فليجب».
وأفراد
المجتمع لا يترددون في بذل النصح ولا يتحرجون من قبوله، وقد عد رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذل النصح حقا من الحقوق المتبادلة بين المسلمين فقال
صلى الله عليه وسلم :«
وإذا استنصحك فانصح له ».
فالنصح قمة التعبير عن ترابط المجتمع من خلال التواصي بفعل الخير، فمجالس المسلمين مجالس خير ونصح قال صلى الله عليه وسلم :«
الدين النصيحة»
ومن
الحقوق التي أولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية خاصة تشميت
العاطس، وهي وسيلة من وسائل التواصل بين الناس تقوم على الذكر والدعاء، فمن
عطس وحمد الله وجب على من سمعه أن يدعو له بالرحمة، فيقابله العاطس
بالدعاء له، وهي طريقة من الطرق التي تستجلب المودة والمحبة بين الناس، وهي
حق من الحقوق التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث فقال:«
وإذا عطس فحمد الله فشمته ».
عباد الله: ومن أفضل مناسبات الزيارة التي يتحقق فيها الأجر العظيم من الله تعالى
عيادة المريض سواء أكان في بيته أم في المستشفى، ويكفي المريض شرفا أن
المولى عز وجل يتولى عتاب من قصر في حقه وأهمل زيارته، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم
:« إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم
مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن
عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ». اللهم اجعلنا ممن يؤدون الحقوق ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.الخطبة الثانية
الحمد
لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الإسلام حرص على دوام المعروف بين
الناس، وألا يقتصر بينهم في حياتهم فقط، بل يمتد بعد مماتهم، فرتب حقوقا
للموتى على الأحياء، منها: تشييع جنازتهم، والصلاة عليهم ودفنهم، والدعاء
لهم، والاستغفار لهم، والترحم عليهم، وصلة أرحامهم، والصدقة عليهم بما يوثق
عرى المودة والمحبة بين أبناء المجتمع، لذلك قال صلى الله عليه وسلم
:«وإذا مات فاتبعه».ووعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بالأجر العظيم فقال :«
من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان». قيل: وما القيراطان؟ قال :«
مثل الجبلين العظيمين».
كما أن للميت حظا وفيرا من الأجر بسبب ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:« ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه». فاتباع الجنازة رحمة من الله تعالى للأحياء والأموات معا، ومواساة لأهل الميت.
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«
من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
اللهم
صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم
عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة الأكرمين،
وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم إنا نسألكعلما
نافعا، وقلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا،ورزقا طيبا واسعا، وعملا صالحا متقبلا،
وعافية في البدن، وبركة في العمر والذرية، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا
بما علمتنا، وزدنا علما، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها،
أنت وليها ومولاها، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأصلح لنا نياتنا،
وبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا واجعلهم قرة أعين لنا، اللهم اسقنا الغيثولا
تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم لا تدع
لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا
إلا شفيته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة، الشيخ خليفة ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات،
اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهماشمل بعفوك وغفرانك ورحمتكآباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا.
اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (
وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).