في حجز الأماكن في المساجد
السؤال: ما حكم حجز الأماكن في المساجد ؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة
للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإذا فارق
المصلي مكانه للحاجة ليعود إليه فهو أحق بمكانه سواء حجزه بشيء أو لم
يحجزه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ
مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُ بِهِ "(١) غير أنَّ
الأحقية بالمجلس إنَّما تتقرر بالمفارقة اليسيرة كالتوضؤ وقضاء الحاجة أو
الشغل اليسير أوَّلاً، كما يكون أحق بمجلسه في تلك الصلاة وحدها دون غيرها
كما صرَّح به النووي في شرحه على مسلم(٢) ثانيًا.
فإذا انتفى أحد شرطي الأحقية بالمجلس أو كليهما انتفى المشروط، ولم يبق للمكان المحجوز أي وجهة للمطالبة والاستحقاق.
والعلم
عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في:13 جمادى الثانية 1427ﻫ
المـوافـق ﻟـ:8 جـويلية 2006م
١- أخرجه مسلم في السلام (5818) أبو داود في الأدب (4853)، والدارمي في
سننه كتاب الاستئذان (2555)، وابن حبان في صحيحه (588)، وأحمد (7514)،
والبيهقي (12059)، والبخاري في الأدب المفرد (1171)، وعبد الرزاق في المصنف
(19792)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٢- شرح النووي على مسلم: 14/161-162.
.
شيخ : أبو عبد المعزِّ محمَّد علي بن بوزيد بن علي فركوس القُبِّي