الأمر
الذي لا شك فيه أن الوجه هو أعظم وأكثر ما يميز المخلوقات عامة والإنسان
بشكل أخص من خلال ملامحه وتقاسيمه..ومن ثم فلا نستغرب إن وجدنا أن الوجه هو
الذي يستحوذ على مجمل الحواس المعروفة من سمع وبصر وشم وذوق ولمس أيضا...
ولا
شك أيضا أن أهم ما يميز شيئا عن شيء هي واجهته الأمامية التي كلما كانت
واضحة متقنة فيها كثير من الإبداع والفن والصنعة كلما شدت إليها العيون
والقلوب والعقول...وكانت قبلة لكل ذي فن وأدب وإبداع...
ولعل
الصورة التي أمامنا اليوم هي أكثر النماذج التي يمكن أن تشير إلى ما ذهبت
إليه ..فهي أصدق أنباء من الكتب بل أمضى وأحد من السيوف...ولا سيما في
المجال السمعي البصري العربي...فعلى الرغم من تعدد قنواتنا العربية واختلاف
مجالاتها وتخصصاتها فإنها تبقى في مجملها غائبة شاحبة ذابلة لا وجه لها
في المشهد الفضائي العالمي..لأنها لا تهتم بوجهها أو واجهتها التي يمكن أن
تعطي صورة مميزة ومشرقة تتباها بها أمام غيرها من القنوات الفضائية
العالمية ،فبدل أن تقدم برامج في مستوى تطلعات شعوبها ثقافة و وعيا ونقدا
وعلما واستطلاعا وتاريخا وأخبارا وحضارة ....نجدها تهتم بالقشور بألوان
باهتة وتركز على المظاهر الكاذبة الخاذعة التي لن تزيد مجتمعاتنا إلا تخلفا
ونكسة وتقهقرا...وتجعل من مشاهديها مجرد أشباح أو نماذج للتقليد الأسود
الأعمى بعيدا عن الابتكار والإبداع والتغذية الراجعة المبدعة...مثلهم في
ذلك كمثل ذلك القط الأسود ...نمطية سوداء ..لا تغيير فيها ولا تبديل...
فإلى متى ستبقى قنواتنا الفضائية العربية قنوات استعراض ...و قنوات اللون الواحد ...لون الأشباح...لون الموت..لون الظلام...؟؟؟
إلى
متى ستبقى قنواتنا الفضائية العربية كالنساء عارضات الأزياء ،يعرضن ما ليس
لهن ولقلة قليلة من الناس...في مكان ما بعيدا عن الأغلبية الساحقة من
المجتمع ؟
ألم
يحن الوقت بعد لنرى قنوات فضائية عربية بألوان الطيف في كل شيء حتى في
مشاهديها ولا ضير إن كان من بينهم قط أسود تحيط بها قطط من كل الألوان؟
الرئيسية
البوابة
