السلام عليكم ارجو ان تعجبكم قصتي المتواظعة
تموت
الحياة و تبقى الذكريات .. هكذا سمعت أحدهم يقول . و أنا اليوم أتذكّر
موقفا حصل معي و أنا ابن الربيع السادس عشر.كأي شاب كان يريد له رفيقة دربٍ
يتباهى بها أمام أصدقائه و باقي أقران حيه. بدأت البحث عن أميرتي النائمة و
بالطريقة التقليدية .كلما ظهرت لي وَاحدة فاتنة أتبعها في الشارع و أرمي
عباراتِ غزلي في وجههَا و عند أذنِها علها ترضى بي فارسًا لها لكن بدون
جدوى ... فوضعت علامة × على هذه الطريقة الغير مجدية. تلك الفتاة المجاورة
لمنزل صديقي عماد الدين . لطالما كنت أتقصى جديدها من عند صديقي المقرب ،
كان يقول لي كلما يلاحظه عنها ، بأدق التفاصيل و أتفهها .لم يكن باختياره
فقد كنت غالبا ما ألحّ عليه حتى يخبرني .و دائما بداية حديثنا كان عن منير ،
هكذا كنا نلقبها كي لا يسمعنا أحد إخوانها أو الجيران ولا ينفضح سرنا
الصغير ، و إسمها كان الحقيقي مريم. تكبرني بسنتين ، لقد تجاوزنا هذه
الإشكاليات !. هكذا كنتُ أجيب عماد كلما ذكرني بسنها .أكثر ما كان يثيرني
إبتسامتها ! كانت تنهي مشواري الحياتيّ ..كانت تأخذني إلى مكانٍ نرجسي لا
إسم له ولا سكان غيرنا أنا و هيْ .نرقص علَى إيقاعَاتِ النّهر الجاري و على
سمفونية الشلال الأخّاذ و زقزقة العصافير! .تفاصيلها بسيطة .. بيضاء لها
قامةٌ رشيقَة ، شعرٌ أسود حريري ينزل على كتفيهَا ينتهِي عندَ أسفل ظهرهَا ،
وجهٌ مشرقٌ ..أنف صغيرٌ محبوك النّقش ..فم بشفتين رقيقتين غالبا ما
يكسوهما لونٌ ورديٌ مثييرٌ. تلبس البسيط الأنيق ، غالبا ما يكون الأسود هو
ا�
�مسيطر
على لباسها .. في يومٍ مُقدّس قررت بشجاعَةٍ أن أفاتحهَا في موضوع إعجابي
الكبير بهَا الذي أتمنّاه أن يتطوّر إلى حبٍّ متبَادل ! بعد أن شاهدت عشرات
أفلام صَاروخان و تصفحت أجمل قصائد نزار قباني و استمعت إلى أكثر ألبومات
العشق الشرقية و الغربية و الهندية و أخذت ما يمكن أخذه من النصائح من
الأصدقاء و المقربين و المتزوجين ... انتظرتها قربَ الثانوية ، آنذاك كانت
تدرس في الباكالوريا .. رأيتها خارجَة رفقةَ صدِيقةٍ لها لم أتأملها جيدا
فانتباهي كله مشدود للحبيبة . لقدْ شحِب وجهُها قليلًا بكثرةِ السّهر و
المذاكره لأننا في الشهر الخامس ولم يبقى لإمتحان نيل الشهادة إلاشهرٌ
يتيمٌ. رأتني فـ تغيرت ملامحهَا ، فأنا شخص لم تعتَد رؤيته إلا في حيهَا .
ثم أنزلت عينيها كأنها لم تراني لكني اكتشفت خدعتها الماكرة ، قصدتها و
استأذنت من صديقتها و قلتُ لهَا :
هلّا
تسمحِين لي ؟ سآخذ مريمَ لبعضِ الوقت ، أعِدك أن أعيدها ولا أسرقها .
أتمنى لو أفعل لكني نسيت حصَاني الأسودَ عندَ في المزرعة أشاهد أفلام
الكوبوي كثيرًا
واجهتْ
طلبي بابتسامة صامتة ، ابتعدنا عنهَا و تركناها واقفة في مكانها. ثمّ دار
الحوَار التالي معَ مريمَ ، مشروع حبيبتي النّاجح . على الأقل هذا ما كنت
أظنّه .أهلا مريم ، لقد اشتقتُ إليكِ فقررت الحضور لملاقاتكِ هنا بعيدا عن
أعين الجيران الفضوليّة.ردت بابتسامة خجولة ، مرحبا أخي هذا نهار كبير يا
حليلي أظنها معجبةً بي أيضا يا فرحتي ! ، أجبتها بكل ثقة في النفَس ->
كلوريتس لطاما كنت أريد أن أحدثكِ في موضوع لكني أفتقر للشجاعة و اليوم قد
جمعت ما أستطيع من شجاعة و جئت إليك ِممم و ما الموضوع ؟ تظهر على وجهها
علامات الإستفهام ؟ لقد كنت أنتظر ردّ فعلٍ آخر اللعنه ! فهي ذكية و بسرعةٍ
يمكنها استنتاج الموضوع بكامله .تغاضيت عن تفكيري السابق و رميته جانبا
لكي لا يُسقط أسهمي أمام هذه الأنثى و اسرسلت قائلا:آهْ ! أنا معجبٌ كبير
بك ، فقد راقني كل ما تحملين من مواصفاتٍ ، منذ أن رأيتك و أنا أقصد حيّكم
بسبةٍ واهية و هي أن لي صديقا يسكن هناك ، لكني بصراحة كنت أحضر من أجلك
أنتِ فقطْ.انتظرت ردّ فعل قويّ ربما دهشَة أو صدمَة أو شيءٍ من هذا القبيل .
لكنها ردّت ببرودة كبيرةمحمّد ، أنا أعتبرك كأخي الصغير ولم يصل بي
التفكير يومًا إلى علاقة كتلكَ التي تريد أن تبنيهَا الآنَ.صُدمتُ دَاخلي
تبًّا إنها فتاة غامضَة المشاعر ما كنت لأظنها هكذَا ؟؟ ، لكنّي أظهرت
الصمود أمامها ، ربما تكون كشفت أمري لكن لا يهمُّ .أخٌ صغير ؟ إذن فالسن
بالنسبة لك يشكل عائقا أليس كذلك ؟ أنا مستعدّ لأجعلك أسعد امرأة في العالم
كذااب سأفعل كل ما يفعله شابٌ يافع ، سآخذك للسينما و أشتري لك المثلجاتِ
عندك تا باش تشري ستيلو يا بو جيب مثقوب و أشعرك أنكِ الأنثى الوحيدة في
هذا العالم أجمَع طوم كروز في أحدِ أفلامه الدرامية ، و ما سيأتي من أيامٍ
سيؤكد لك صدق ما أقول.رأيت الحزنَ مختلطا بالشفقة في عينيها ، ربما هي تشفق
عليّ لأن ما ستقوله لي جارحٌ جدا.محمّد أنا مخطوبة.آه من وجع قلبي ، لقد
فرّ الماء من الركابي بعد إجابتها هذه، لكني تذكرت قول صديقةٍ لي ، كل من
تقول لك ' مصاحبة' فهي وحيدة وليست مرتبطة بأحد ، وكل من تقول مخطوبة فهي
'مصاحبة' ، و كل من تقول متزوجة فهي مخطوبة ، يا لهنّ من ماكرات. فأجبتها
غير مبالٍ بما قالته.أستطيع إسعادكِ اكثر منه ، فأنا أعرف ما تحبينه وما
تكرهينه ، أنتِ تحبين الشوكولاطه آه ! أليس صحيحا ما أقول ؟ و هل هناك فتاة
تكره الشكلاطة أيها الغبي ، ثم أنتِ تحبين تامر حسني و أصالة نصري ، و
تستمعين عندما تكونين حزينة إلى كاظم الساهر ليأخذك إلى المدينة الفاضلة
رفقة فارس الأحلام ، الذي لن يكون شخصا غيريمحمد أنا لست من النوع الذي
يتصاحب ، إحترم نفسك .!! إجابتها هذه المرة كانت قاسية علي.فأنا شخص راشِي
سريع الإنهيار ولا أعلم كيف صمدتُ في الأول ؟ خجلت من أفكاري الشريرة و من
نفسي المقزدرة.إعتذرت منهَا ..آسف أختي مريم لم أقصد ما فهمتييه ، لكني
أتفهم ردّة فعلِك ، تحركت بخطًى بطيئة حاملا أذيال الخيبة و أنا أردد آسف
آسف آسف...هذه كانت أول محاولة لي . الفتاة ذات تجربة و لها خبرة في
التعامل مع هكذا مواقف ، و أنا شخص مبتدئ و يجب علي الإفتخار بشجاعتي فـ
لأول مرة أتحدث إلى فتاةٍ في موضوع كهذا ، لكنها لم تكنِ الأخيرة طبعا ،
فقد استفدت من هذه التجربة و بدأت أُسقِط نفس العبارات ، بتغيير بعض
المفردات حسب الفتاة و عمرها و حجمها.