~ أشْــــــــــــلاَءْ ~ / مَواكِبُ الرّاحِلينْ ـ صَفعَة يَد /~

~ أشْـــــــــلاَءْ ~

.. 1 ..

اقتاد شمسي نحو الغرق
وسرق آخر ضوء من القمر
وخلف القضبان أودع
أثواب النهار

أيها العاشق
للماء حرمة
وللشفاه آيات
وأنتَ والعشق
نوته للحن لا يعزف إلا فوق جدار ظهري
فلم تقتل الجسد
وتستبيح فيِ الغياب

.. 2 ..

مَطْلَعَ أغْنيّةٍ فَرنسيّةٍ
يُدَنْدنْ
فَطَر شِغَافَ الرّوحْ
وَ مَا أطْفَأ الشّكّ فِي الأعْمَاق
وَ أشَعّ الْجَمْر مِنْ رَمَادِ
الْحَنِين
وَ ثِمَارُ الدّمْعِ تَسْقُط ،
الْجَسَدُ هُنا مُنْهَك
وَ الرّوحُ تَرسُمُ فِي الْفَراغِ حكَايَات عَن السّفَر
.
.
نَخْبَكَ أيّهَا الْقَلب الْجَريحْ ، نَخْبَكَ وَ الْوَجَع ،؛/~

.. 3 ..

قبلةٌ تطعم الإنتظار بـ السكوت

تنام الموسيقى

ينصت الناي لـ رعشة العابرين

ثمة حبيب كفنه الغياب

فـ أطعنُ كل سماواتكَ التي تناثرت عبر آهاتي

في زاوية القلب

وأطعنُ كل حماقاتي وقدري البارد

وعيناي المهزومتان

وأغتسل بـ صلاة لا بكاء فيها

وأغسل أحلامكَ من مخيلتي

وأسقط مع خيباتي متاهاتكَ

وأقتل الوصول

.. 4 ..

مَزّقَ الشّرْيَانَ وَ تَفَنّن
صَاغَ بِطَابَع تراجِيدِيّ مَشْهَد
فُراق
حَمَل كَأسَ الْحُبّ
وَ عَكّر فَجأَة مِزَاجَ الْمَساءْ
وَامْتَطَى صَهْوَةَ
سَهْمٍ بِضلْع جِهَة الْيَسار
زُرع
وَ كأشْــلاَءِ الْبُركَان تَنَاثَر الْحُطَامْ
وَ هَوَى الْعِشْقُ كَـــزَجَاجِ
ثَمَل ،؛/~

.. 5 ..

نزع عني " الجلد "
وامتطى الشريان
كـ فارس يحتضن " صحراء " من ورق
ومن ستره القلب
أخرج " نبضة " ومد الأنامل نحو طاولة النسيان
تركها ،
وصعد " نخل " صدره
يقذف النظرات ضوءً وسلاماً
وربما تعود " البارحة " وفي يدها " النهر "
وقارب خلع الحياء
وأنف يتذكرها كلما خاطب النسيم وجهها
فـ رفع الغطاء المعتم من فوق الليل
ف كان محياها ضوء السماء
رمم بعض الشوق بجسدها ، وبين حنايا التابوت أنامها
ثـــم
دفنها بـ قلبه
وأطلق آخر طلقة فارغة
وعاش في سلام

.. 6 ..

أشْعَل الشّمُوع ،
شَمْعَة تِلْوَ أخْرى
وَ أصْدَر الأمْر بإطْفاءهَا فَجْأة ،
قَهْقَه
وَ عَبَرَ الْمَسامَ بِسَطْوَة مُسْتَبدّ مُسْتَعمِر
أوْقَدَ جَمَراتِ الْفَقد
وَ أطْلَقَ شَرارتَهَا
وَ كَمُهُور الْبرَاري صَهَل : لـــزَامٌ أنْ نَنْسَــى

بَاعَنِي الْحُزْنَ مَجّانَا
وَ مَا اكْتَفَى ،
صَوّبَ نَحْو الصّدْر رَصاصَة
وَ مَشَى مَيْساً فِي تَشْييعِ
جَنَازَة الأحْـــلاَم
وَ لَمْ يَبقَ إلاّ هُوَ وَ بْعضُ الْهَلاك
وَ هَمَسَ فِي أذُنِي
أنْ عَجّلــي الرّحِيــلاَ ،؛/~

صَفعَةُ يَدْ ~ مواكب الراحلين