الفرق بين الذنب والإثم،
ففي اللغة:
الذنب في الأصل الأخذ بذَنبِ الشيء، ويستعمل في كل فعل يستوخم عقباه
اعتباراً بذنب الشيء، ولهذا يسمى الذنب تبعة اعتباراً لما حصل من عاقبته.
والإثم
هو: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب، وقوله تعالى: (فِيهِمَا إِثْمٌ
كَبِيرٌ) يعني في تناولهما إبطاء عن الخيرات. انتهى من مفردات القرآن
للراغب أيضاً.
أما في الشرع، فقد يكونان أي الإثم والذنب بمعنى
واحد، مثل قوله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) قال
القرطبي: قيل هما بمعنى واحد كرر لاختلاف اللفظ تأكيداً له، والخطيئة هي
هنا الذنب،
وقيل في تفسير الآية: إن الخطيئة بمعنى الصغيرة، والإثم بمعنى الكبيرة. انظر تفسير القرطبي.
وقد
يكونان - أي الإثم والذنب - متغايرين فيكون معنى الذنب المعصية، ومعنى
الإثم ما يترتب عليها، فيقال: فلان أَثم بذنبه. والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
معنى المعصية
المعصية
هي الخروج عن طاعة الله، سواء كانت بعدم تنفيذ اوامره الواجبة ام باقتراف
نواهيه المحرمة من دون مسوغ مقبول شرعا، كما في اكل الميتة او شرب الخمر
للمضطر. اما مخالفة الاوامر الاستحبابية، او النواهي المكروهة، فلا تعد
معصية.
ولغة: عصى العبد ربه اذا خالف امره، وعصى فلان اميره يعصيه عصيا وعصيانا ومعصية، اذا لم يطعه، فهو عاص وعصيوالعصيان هو الاسم.
والمعصية،
في اطارها النفسي، هي سلوك شاذ عن الفطرة السليمة التي اودعها الله في
النفس البشرية، فيما اذا كانت متعلقة بتوحيد الله، ولا يفرق في ذلك بين من
تربى على ذلك النهج الفطري وبين الخارج عنه. اما اذا كانت مخالفة
للامرالالهي، في الواجب والمحرم، فقد لا ندعي شذوذ السلوك، ولكننا نرى انه
يخرج عن اطار السوية السلوكية لمن تربواعلى القيم الدينية والاسلامية،
بمعنى ان الشخص الذي عاش في مجتمع تسود فيه القيم الدينية السامية، ومع ذلك
فانه يقترف المعاصي، فان هذا يعد شذوذا سلوكيا عن القيم الاجتماعية
السائدة.