إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمداًعبده ورسوله صلى الله عليهوعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،
اما بعد : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال تعالى في كتابه الحكيم
||
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكمو يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما". || الاحزاب .. فالإسلام دين الفطرة السليمة والنقية ..وهي فطرة الإيمان بالواحد الإحد
والتدين الصادق الهادفإلى رضى الله سبحانه وتعالى وحده ..
والانسان بطبعه مفطور على التدين والاعتقاد بوجود الله سبحانهوتعالى وبقوته القاهرة العظيمة ..
الانسان المسلم يطمئن إلى هذه القوة التي تفوق كل قوة
هو يلجأ إلى الله في قوته وضعفه ومرضه وصحته وحزنه وفرحه
يدعوه ويناجيه ويطلب منه دائما العون...ويعيش مطمئنا راجيا الله سبحانه وتعالى وحده ..
والعقيدة الاسلامية موافقة لهذه الفطرة السليمة الأصيلة
لا تصادمها بل تغديها وتقويها وتقيها من الإنحراف والضلال ..
فالإنسان مخلوق ضعيف بعواطفه وغرائزه جاء على أساسها الإسلام
لينظم هذا الميول وهذه الفطرة ويطهره ويقيه من أثر البيئة المحيطة
به ومن سوء التوجيه ..
والمسلم يعتقد اعتقادا راسخا بالله بأن لهذا الكون خالقا عظيما
قادرا حكيما جل عن التصور وتعالى عن التشبيه والتمثيل
ولايعتريه ضعف ولاعجز ولاغفلة فهو الله الذي له مقاليد كل شئ ..
والمسلم يسعى لإرضاء الله ويخشاه في السر والعلانية
ويؤمن أنه إليه المرجع وعليه تعرض الأعمال يوم الحساب والجزاء
لذلك فهو يؤمن أنه خلق من أجل غاية سامية وهي عبادة الله تعالى...
تلك العبادة الشاملة و الهادفة إلى تمكين شرع الله في الأرض
وقد قال الله سبحانه وتعالى ||
وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون || الذاريات 56..
لكن الإشكالية في هذا الموضوع أننا بتنا نرى العبادة مفروغة المحتوى
بدون إحساس معنوي مليئ بلذة الإيمان و التخشع فيه ...
بدون إيمان راسخ بالقيم الإسلامية المستمدة من هذي المصطفى صلى الله عليه و سلم ...
تركنا العنان للفتن التي إجتاحت مجتمعاتنا فأصبحنا نعيش مجردين من الوازع الديني
في كل أعمالنا حتى أصبحت الصلاة مجرد حركات سرعان ما نود التخلص منها ..
فدب في النفوس الغش والإنحرافات الخلقية والتميع والعري والفضائيات والإباحيات
واجتاحت هذه الفتن بيوتنا ودكت كيان أسرنا وأبنائنا وشبابنا ...
واعترى الضعف جسد هذه الأمة بضعف الإيمان وتخادل وازع الدين داخل كيان المسلم ..
فاستشرى حب الدنيا واتباع الشهوات وتحقيق الطموحات المادية على أهداف الدين السامية
وهي التمكين في الأرض وتحقيق شرع الله الذي يحقق السعادة للمسلم في حياته وأخرته ..
فحاجة النفس الإنسانية إلى غذاء الروح الذي يتمثل في الإسلام
و ترسخ الإيمان فيها كحاجة الجسم إلى الغداء وذلك لأن الإنسان جسم وروح
عقل وقلب وعواطف وجوارح لايمكن للمسلم أن يرقى رقيا متزنا حتى يتمسك بالتعاليم الاسلامية
فالدين الاسلامي دين العقل ودين العلم كما انه دين الروح والقلب والجوارح ..
ويتجاوب مع الفطرة الصحيحة تجاوبا كبيرا ..
ولاشك اننا ابتعدنا كثيرا جدا عن النهج الرباني وجمحت بنا الدنيا وشهواتها
وانفلت عيار الجميع وانهارت القيم في كل مجال الحياة
وانتفت الامانة والاخلاص في العمل وبدت كل انواع الفتور والكسل في العبادة ..
ونخر سوس الخواء الروحي في النفوس ..
اما آن لنا الرجوع والعودة ..؟؟ الاسئلة النقاشية1-في رأيك هل هناك ضعف الوازع الديني في المجتمع الإسلامي؟وضح ذلك
2-ما رأيك في علاقة المسلم بربه وبدينه ؟
3-ما هي الأسباب التي جعلت المسلم يبتعد عن المنهج الإسلامي؟
4-ما هي الحلول التي تقترحها للعودة إلى تعاليم الإسلام؟
5-هل تعتقد أن هناك صحوة؟مساحة حرة لقلمك