chamil عضو نشـيط
عدد المساهمات : 356 نقاط نشاط : 1048 السٌّمعَة : 0 العمر : 29
| موضوع: لدنيا وحقيقتها من المنظور الاسلامي الخميس يناير 31, 2013 12:18 am | |
| سم الله الرحمن الرحيم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. قال سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) الكهف 45. في هذه الاية الكريمة ضرب الله تبارك وتعالى مثلا للدنيا وبهجتها وزينتها ثم زوالها بنبات طيب غض اعجب الزراع بطيبته وطراوته ولكنه عاد الى الذبول والفناء والتحلل كانه لم يكن يوما .. هذه هي الدنيا التي نغتر بها وتجرفنا اهواؤها ومادياتها وبريقها فهي الى زوال وفناء ولايبقى الا وجه الله ذو الجلال والاكرام .. ان ديننا الاسلامي له تصور خاص وفريد للدنيا .. وله نظرة مميزة للحياة الدنيا فهي نظرة لاتخرج عن اطار الوصل بين الدين والحياة .. ورفض النظرة التجزيئية للاسلام الدي يجعله مجرد علاقة العبد بربه دون ربطه بامور الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. فهو دين متكامل وشامل يشكل منظومة متكاملة تتماسك اجزاؤها وتتفاعل فيما بينها لتشكل وحدة متحركة حيوية فاعلة لايمكن ان ناخد منه البعض وندع البعض فبهذا نكون كمن لم ياخذ شيئا لان منهج الله متكامل لايقبل التنقيص منه .. ان التعلق بالدنيا ونعيمها والتنافس على مادياتها وزخارفها يجعل المسلم جاف القلب ويفقد الانس بالله سبحانه وتعالى والرغبة في لقائه والعمل من اجل اعلاء راية دينه وارساء قواعد شريعته السمحاء .. هنا يجعل التعلق بالدنيا المسلم اسير غرائزه ..فتنطلق اهواؤه بقوة عاتية ..ويتكاسل عن اداء فرائض دينه وعقيدته وحتى ان اداها فهي مجرد حركات رياضية وكلمات لاتنبع من القلب ولاتمس الوجدان ... ولذلك نجد القران الكتاب الشامل والكامل والدستور الصالح لكل زمان ومكان فقد تحدث القران عن الدنيا فقد قال تعالى في كتابه الحكيم (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) العنكبوت 64. ومن الاحاديث الصحيحة يقول اشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة ملعون مافيها الا ذكر الله وماوالاه او عالما او متعلما . اخرجه ابن ماجة .. إن الحياة الدنيا التي تحدث عنها القران الكريم وجاءت الاحاديث النبوية الشريفة محذرة من الاغراق فيها وان لاياخدها الانسان غاية ومذهبا فتطمس لرغباتها قلبه ووجدانه ويغلب الجانب المادي على الروح و يصبح الامل المنشود في الحياة هو تحقيق اكبر قدر من المتعة الحسية الانية ويسقط في براثن الامراض النفسية ان لم يستطع الارتواء من متع الحياة ويصيبه الاحباط والقلق والضياع .. لانه ابتعد عن الله وعن الطريق السوي طريق النجاة والسعادة النفسية ..ان المؤمن الحقيقي يطلب الدنيا والاخرة معا وليس ترك الدنيا كما تدعو الرهبانية التي تعزل الانسان عن طيبات الحياة .. الاسلام ينظر الى الحياة نظرة ثاقبة وباحترام مع عدم الانسياق وراءها وعبادة المادة بكل جموحها ونفورها من عبادة الله والاستقامة على الطريق المؤدي الى الفوز في الاخرة ..ان الاسلام يضع المسلم في مكانه الحق ببشريته وعبادته لربه ومسؤوليته واعترف هذا الدين العظيم بارادته الحرة وله ايضا الجزاء والحساب على اعماله .... إن القران الكريم لم يدعو المسلم الى نبذ الدنيا والاعراض عنها ولكنه امره بتطويع هذه الدنيا واستثمارها وجعلها مطية للدار الاخرة .. إن ديننا دين الانسانية والكرامة الحق حيث قال سبحانه وتعالى : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا. [الإسراء:70 .. إن ديننا الكامل الشامل جعل اماطة الاذى عن الطريق صدقة لانه دين الدنيا والدين .. فليس هناك في ديننا طريقا الى الله لايمر بالدنيا وبالتفاعل مع المجتمع بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية من فقير وغني وضعيف وقوي .. إن الدنيا عند المسلم الحق هي اخضاعها لسلطان الله القوي الاجبار والتمكين في الارض وتطبيق شرائع الله لانها الانجح والاقوم .. وهي الوحيدة الصالحة لكل زمان ومكان وتعمير الارض وزرع الخير والخيرات فيها واعادة العزة لهذا الدين ولاعزة لنا الا به وبتطبيق شرع الله في الارض ..ان الدنيا دار عبور ودار ابتلاء وامتحان للعبد ومجالا لزرع الخير والتخلص من شرور النفوس والتقرب الى الله بالعمل الصالح ..العمل الدنيوي والاخروي معا قال تعالى في محكم اياته : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك 2.. الاسلام يهدف الى خلق التوازن بين الدنيا والاخرة والمحافظة على علاقة العبد بربه واذكاء مشاعر وعواطف المسلم وربطه بالتفكر الدائم في الموت واليوم الاخر وعدم الغفلة والنسيان والانسياق وراء الاهواء مع العمل والابداع والاجتهاد لجلب المنفعة للمجتمع المسلم .. وهكذا نصل ان ديننا يسمو بالانسان ويهئ له حياة الامن والامان والتوازن النفسي في حياته والخلود في النعيم الابدي في الاخرة ... وبالله التوفيق . | |
|
رقيق القلب عضو نشـيط
الدولة : http://word.lolbb.com/ عدد المساهمات : 1077 نقاط نشاط : 1079 السٌّمعَة : 0 العمر : 25
| |